×
محافظة المدينة المنورة

ثقافي / "حب الوطن من منظور شرعي" ندوة  في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

صورة الخبر

والرأي كذلك للمعلمين وللطلاب؛ فهم أولاً وآخراً محور هذا التناول، وهم المعنيون به.. بتفصيلاته وبالدوافع إليه وبمسببات التذكير به، ثم بالأخذ والرد قريباً من محاوره وحيثياته، وقبل أن أحتدم في طرح ما أنا بصدده، لابد أن أشير إلى أن هذا الطرح وهذا الرأي وروافده التأملية والنفسية قد تكون فكرة ماضية تجاوزها الزمن، وقد تكون خلاصة تجربة عشناها ثم مررنا بها أو مرت بنا، فغادرناها أو غادرتنا إلى ما نظن أنه الأفضل، ويمكن أن تكون بشكل لا يمكن تجاهله سياقاً من مراحل وجودنا أَخَذَتْهُ منا أو أخذتنا منه تحولات الحياة.. ِثم لا مناص من أن أعترف بأنه برغم جلجلة هذا التقديم حول الرأي والطرح والفكرة والاعتقاد، أخذتني وأنا أتأمل وأكتب هزةٌ من الطرب وأريحيةٌ من الانفعال تنبعث من استحضار الماضي ومنادمة الذكرى، وتَتَّشِحُ بشعرية غير معتادة. المسألة يا أحباب ياكرام تلهث بأسباب الاقتناع خلف الإجابة عن هذا التساؤل: (لماذا لا يبدأ العام الدراسي في ما قبل الجامعة من الأول من شهر المحرم وينتهي في أواخر شهر شعبان؟). إن في هذا التطبيق القوي مآثر عدة ومكاسب عظيمة.. منها: - -- أن ينساب نهر الدراسة رقراقاً صافياً متصلاً لا يعكره توقف ولا انقطاع. -- أن تبقى همة الطلاب وعزيمتهم متوثبة لا يعتريها تَرَاخٍ ولا تثاؤب ولا ثُوَاء. -- أن ينعم المعلمون والطلاب بإجازة أربعة أشهر متتابعة يقبلون فيها ويتفرغون للصيام، والحج لمن يريد، ويستمتعون بالعيدين العظيمين، ويعيشون المناسبات الوطنية والثقافية ويشاركون فيها دون أن ينغص عليهم ذلك هم الدراسة والمذاكرة والاختبارات. -- أن نسجل للزمان والمكان وللأجيال تقديرنا واحترامنا لعامنا الهجري المبارك واعتزازنا بالهجرة النبوية العظيمة. وبالمقابل، ليس هناك مانع جوهري من البدء في العمل بهذا التوقيت الديني الوطني المريح.. يقول من يحاول تفسير عدم تطبيق هذا الالتزام: إن تحولات فصول السنة وعدم ثباتها في أشهر معينة من العام الهجري يقف خلف ذلك!! وهذا تعليل غير صحيح؛ لأن تلك التحولات مستمرة برغم عدم الالتزام ببداية العام الهجري، وتلك حجة واهية لمن يريد أن يصل إلى أي برهان.. أقول: إن من رحمات البارئ ونفحاته أن جعل الصيام والحج وعيديهما خلال هذه الأشهر، ثم إن من فضله وجوده أن وفق هذه البلاد إلى أن تكون مناسباتها الوطنية والثقافية الرئيسة في هذه الأشهر كذلك. بصدق.. لا أجد لنا عذراً ولا مسوغاً لئلاّ نلتزم بهذا التنظيم وهذا النهج البديع. أتصور أنه لا مانع أبداً من بسط الرأي الفكرة والاقتراح من جميع المهتمين والمعنيين، كما أن ليس هناك ما يحول دون طرح هذه المسألة للتصويت والاستفتاء. إننا في الوزارات كافتها وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم في احتياج شديد إلى كل جديد مفيد، ومن أهم الإضافات في هذا الصدد إجراء التغييرات الإيجابية، وتطبيق التجارب الرائدة، وتجاوز كثير من النظم التي تبين إخفاقها في الرقي بالمهمة التعليمية، والمهمة التعليمية كما ندرك جميعنا هي أكثر المهمات الوطنية خطورة؛ لأنها تعنى بالاستثمار الأول في حياة الشعوب وهو الاستثمار في الإنسان. **- أستاذي الكبير، د. عبدالله السدحان: أسجل لك ما لا حدود له من الشكر والامتنان على ما منحتني من الألق والغبطة، وفي الوقت ذاته أطمئنك إلى أن رسالة (وفي كل خير) قد وصلت كما ينبغي،، لك ودي واعتزازي.