×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / حملة ( الفرق واضح ) توصي بالتعامل المحترف مع مواد العزل الحراري

صورة الخبر

كنت في مهمة عمل في الكويت مطلع هذا الأسبوع التقيت فيها بأحد مواطني دول مجلس التعاون الذي فرغ للتو من أداء مناسك الحج، بدا عليه شعور النشوة والارتياح من عظمة هذه المشاعر وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث وبين حين وآخر يثني على ما تبذله الجهات المكلفة بخدمة الحجاج في المملكة ويلتمس العذر فيما يحصل من زحام ومشقة يفرضها وجود التجمعات الكثيفة والثقافات المتعددة وتباين اللغات والأجناس والأعمار، يجمعهم هدف واحد وغاية واحدة هي أداء ما فرضه الله عليهم من أركان الإسلام. ثم عرج إلى ما تكبده من تكاليف بذلها لكي ينال شرف حج بيت الله وكأن هذا الأخ الكريم بتلقائية ربط بين ما بذلته الدولة من إمكانات ومشاريع جبارة كلفت المليارات لخدمة ضيوف الرحمن بأسعار وتكلفة مايدفعه الحاج من مبالغ، وهذا الربط أعتقد أنه عند الكثير من الحجاج ولو لم يصرحوا أو يعبروا عن هذه المبالغة في تكاليف رحلة الحج إلى بيت الله الحرام على اعتبار أن ذلك واجب شرعي لا يقبل المساومة ومهما دفع فهو لوجه الله وطلب لمرضاته، كما أنه يرى أن مايبذله الحاج قطرة في بحر ماتبذله الدولة من مال وخدمة، والحقيقة التي يجهلها كثير من الحجاج أن الدولة لا تأخذ ريالاً واحداً مقابل خدماتها، وما بذلته فيما مضى ولا زالت وستظل تبذله هو من واجبها لخدمة الحرمين الشريفين الذي شرفها الله ملكاً وحكومة وشعباً لخدمتهما ومن يأتي إليهما من المسلمين من أصقاع المعمورة، وان التكلفة التي يدفعها الحاج هي مقابل خدمات خاصة له لصالح مؤسسات وشركات في بلده وتتعامل مع أخريات في المشاعر. والحقيقة أن تكلفة حجاج الداخل والخارج مبالغ فيها للحد الذي تتطلب معه جهداً وإجراءً لإعادة النظر فيها والتحقيق في مدخلات هذه التكلفة وتحليلها والسعي الحثيث لخفضها بالقدر المناسب للتكلفة الفعلية وليس المبالغ فيها وتركها لمصالح خاصة تتقاسمها على حساب الحاج والنيل من سمعة ماتبذله الدولة من خدمة. لنأخذ مثلاً على ذلك فمعدل تكلفة حملات حج الداخل تصل لخمسة عشر ألف ريال للحاج، لماذا هذه التكلفة وفيما تصرف؟ نجد أن المبالغة في الأسعار سبب رئيس للوصول لهذا الرقم بدءًا من تذاكر الطيران التي تتضاعف في موسم الحج إلى أن نصل لخدمة التغذية، وقس عليه حملات حج الخارج. هذا الاستغلال الذي يقع كله على عاتق الحاج ويرهق كاهله يتطلب تدخلاً سريعاً من لجنة الحج المركزية ووزارة الحج في ضبط الأسعار وتحديدها وعدم استغلال الشعائر الدينية لتحقيق مكاسب خيالية خصوصاً وأن هذه الشعيرة تقدمها الدولة - أيدها الله - خدمة للمسلمين من مختلف شعوب العالم. لهذا أجد أن التدخل على أعلى مستوى يجب أن يتم وبشكل معلن ورقابة صارمة ومعاقبة لكل من يخالف مايصدر من توجيه لضبط الأسعار وتحديد درجة التكلفة الطبيعية ولنا الأمل في جهات الاختصاص التي لا تتوانى في عمل ما يسعد الحاج والمعتمر والزائر، ونضع في الحسبان أن المصلحة الخاصة لا يمكن أن تأتي عبر الإساءة للمملكة وقيادتها والنيل من جهودها، والله الموفق.