توقع محللون اقتصاديون تحسن أداء سوق الأسهم السعودي خلال الفترة المقبلة، وأن الانخفاض لن يستمر طويلا مؤكدين أن السوق تؤسس في الوقت الراهن لمنطقة دعم قوية وجديدة، ستعزز تماسكه خلال الفترة المقبلة رغم ما يشهد المؤشر من تراجعات حادة وخسائربنسب متفاوتة، تزامنت مع ما شهدته الأسواق الدولية من تراجعات متفاوتة خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للمرة الثالثة منذ بداية العام، كما سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها في 4 سنوات. وواصل مؤشر السوق السعودي أمس الخميس تراجعه الحاد الذي بدأه هذا الأسبوع، مع استمرار هبوط الأسواق العالمية وأسعار النفط. وأنهى جلسة اليوم الخميس على خسائر بـ355 نقطة مغلقًا دون مستوى الـ9600 نقطة عند 9548 نقطة (-3.6 %)، كأدنى إغلاق في 4 أشهر، بتداولات بلغت قيمتها نحو 10.2 مليار ريال. وكان مؤشر السوق قد سجل خلال الجلسة أدنى مستوى له عند 9341 نقطة وذلك في الساعة الأولى للتداولات ليواصل مؤشر السوق بذلك تعميق خسائره لتصل إلى نحو 1300 نقطة هذا الأسبوع فقط. وأوضح الدكتور تركي فدعق المحلل المالي وعضو لجنة الأوراق المالية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ومدير إدارة الأبحاث والمشورة بشركة البلاد للاستثمار، أن أسباب تذبذب سوق الأسهم السعودي يعود لمؤشرات الاقتصاد العالمي التي لم تحقق نموًا كما كان في السابق وهو أمر مؤثر على الأسواق الأخرى، إضافة إلى انخفاض النفط، إذ سجلت بعض الأنواع انخفاضًا لأكثر من أربعة في المئة على مدى الأسبوع الماضي، وعن تأثير انخفاض النفط ومدى تأثيره في الاقتصاد السعودي بشكل عام، أجاب فدعق: «لن يكون هناك تأثير سريع إذا ما استمر تسجيل انخفاضات جديدة، قد يؤدي إلى عجز في موازنة عام 2016، ولكن في الوقت الراهن لن يسجل أي تأثيرات». وأكد فدعق أن السوق تؤسس في الوقت الراهن لمنطقة دعم قوية وجديدة، ستعزز تماسكها خلال الفترة المقبلة. وعن مدى استمرار هذا الانخفاض خلال الأيام المقبلة، قال فدعق: هذه الفترة حتى تاريخ 28 أكتوبر لا يمكن الحكم على السوق بالارتفاع،وذلك لعدم استقرار أسعار الاقتصادات العالمية، وبعد 28 أكتوبرأعتقد أن السوق لن يستمر في الانخفاض طويلًا،مشيرًا إلى أن هناك أسبابًا خارجية تتمثل في انخفاض طلب الصين على المواد الخام والبتروكيماوية، وانخفاض النمو المتوقع للاقتصاد الأوروبي، وخفض التصنيف السيادي لفرنسا. وأضاف فدعق أن من أسباب استمرار التذبذب والهبوط في السوق هو الأرباح المعلنة لبنك الراجحي الذي يعد أكبر البنوك المدرجة بالسوق السعودي من حيث الموجودات والتي فاجأت واتت أقل من التوقعات بهبوط إلى 5316 مليون ريال (3.27 ريال/للسهم) بنهاية التسعة أشهر الأولى 2014، بنسبة 10 % مقارنة بأرباح نفس الفترة من عام 2013 وأرباح الربع الثالث 1662 مليون ريال. من جانبه يشير الدكتورعبدالله المغلوث عضو اللجنة السعودية للاقتصاد،عضو الجمعية السعودية للمقاولين وعضو اللجنة العقارية بغرفة الرياض،إلى أن سوق الأسهم السعودي تأثر بعدة عوامل منها المضاربات العشوائية التي لها سلبيات من بعض المساهمين الكبار داخل السوق، مشيرًا إلى أن الإنخراط وراء الإشاعات وخاصةً من صغار المساهمين لها أثر كبير جدًا، كذلك ارجع الانخفاض إلى قلة الطلب على النفط وانخفاض أسعاره عالميًا، ووجود منتجات جديدة في دول روسيا، والاكتتاب المنتظر من البنك الأهلي والذي سيستحوي على سيولة كبيرة جدًا داخل السوق. وقال المغلوث إن السوق السعودي قوي وهو قادر على العودة، والمقبل سيكون أفضل»بإذن الله» لعدة أمور ومنها إتاحة الفرصة للاستثمار الأجنبي في السوق السعودي. ويشير أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة إن نزول سوق الأسهم كان بفعل الأحداث الاقتصادية العالمية بالمنطقة والتي تزامنت مع انخفاضات أسعار النفط. لافتًا إلى أن تراجع أسعار النفط على الصعيد العالمي تسبب بتراجع العديد من الأسواق الآسيوية والأوروبية خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أن المراقبين في السوق المحلي ينتظرون إعلان نتائج الربع الثالث للشركات والتي تعتبر محفزًا جيدًا سينعكس إيجابًا على السوق. المزيد من الصور :