×
محافظة المنطقة الشرقية

مطربو الخليج.. وكنز كاظم الساهر «المفقود»

صورة الخبر

من المبهج أن تكون الأواصر بين الدول الخليجية متطورة، لم يكن الخلاف مفرحا لأحد، لكنه كان خلاف ضرورة وله ظرفه ونتمنى أن ينتهي، ذلك أن أي دولةٍ تحاول أن تعيش لوحدها من دون الالتئام مع المحيط الجغرافي والإقليمي إنما تمارس عزلة اختيارية سرعان ما تأكل أطرافها. سحب السفراء من قطر كان تصرفا ظرفيا ضروريا في حينه، بيد أن الحوار يجب أن يستمر، وقد فرحتُ لتصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات الذي أوضح المعنى الأخوي بين الإمارات وقطر مجتمعا ونسيجا وتآلفا، ورده على التصعيد الذي يجري في مواقع التواصل الاجتماعي بين الأطراف، ولطالما حكمت «الحكمة» مشكلات الخليج. قبل أيام، استقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمير قطر الشيخ تميم، وكان الوفد الذي حضر قمة هرم الدولة من ولي العهد الأمير سلمان إلى الأمير مقرن ولي ولي العهد، وكذلك الأمير بندر بن سلطان والأمير محمد بن نايف، كل هذا الاستقبال يدل على رغبة حقيقية من السعودية باستيعاب شقيقتها قطر بطريقةٍ ديبلوماسية وحكيمة وبما يحفظ للسعودية سيادتها وعدم التجريح فيها وأمنها القومي بطبيعة الحال، فتسوية الخلافات يحتاج إلى خطوة من هذا الطرف، وخطوة من الآخر. وبالرغم من التعب الذي تحملته السعودية من دولٍ كثيرة قلبت لها ظهر المجن، غير أنها تتحمل وتعطي الفرص تلو الأخرى، ذلك أن هذا المبدأ هو استراتيجية صنعها وبرع فيها الملك عبدالعزيز الذي كان يستوعب الخصوم قدر الإمكان، لكن حين يحاصرون أو ينقلبون ويغدرون يضربهم بالسيف كما فعل ببسالة وشجاعة ضد تطرف «إخوان من طاع الله». نتمناه خليجا موحدا متطورا يبنى على الثقة والالتزام بالعهد، والثبات على الكلمة.