×
محافظة حائل

تعليم حائل يعلن عن «22» وظيفة شاغرة

صورة الخبر

جميل أن تسعى وزارة الصحة إلى طمأنة المواطنين عند ظهور مرضٍ ما، غير أنه ليس بجميل أن تكون وزارة الصحة مطمئنة عندئذٍ، وللمتحدث باسمها ولمن يمنح نفسه حق الحديث نيابة عنها أن يصرح بين حين وآخر بما يحمل الهدوء والسكينة للناس، شرط ألا يكون هو نفسه قد ركن إلى هذا الهدوء وتلك السكينة. وإذا كان الإنصاف والعدل والاعتراف بالحق يفرض علينا أن نعترف بما أنجزته وزارة الصحة من جهد في محاصرة مرض كورونا ووقف انتشاره، بعد أن كان قد أوشك أن يتحول إلى وباء، فإنه لا يمكن لنا أن ننسى التصريحات والرسائل التطمينية التي كانت وزارة الصحة والمتحدثون باسمها والمصرحون نيابة عنها يبعثون بها عند بداية ظهور المرض، والتي تكشفت بعد ذلك عن أن الوزارة نفسها لم تكن تدرك حجم خطورة ذلك المرض، ولم تتخذ مبكرا الإجراءات التي تكفل محاصرته وتحول دون تفشيه، ولم تعترف بذلك إلا حين تمكن من الانتشار حاصدا أرواحا كان على رأس قائمتها بعض منسوبي وزارة الصحة، سواء كانوا أطباء أو ممرضين أو كوادر فنية، على نحو دفع إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية، سواء على مستوى الهيكل الإداري للوزارة، أو على مستوى الإجراءات الفنية التي تضمن محاصرة ذلك المرض الذي أوشك أن يتحول إلى وباء، وقد كلف ذلك كله الكثير من بذل الجهد وإنقاق المال الذي لم نكن بحاجة إلى بذله أو إنفاقه لو لم تكن وزارة الصحة في ذلك الوقت تطمئن نفسها من خلال تلك الرسائل والتصريحات التي كانت تبثها للمواطنين. من خلال ذلك، يمكن لنا أن ننظر بحذر وتخوف، بل وبغير قليل من الشك، إلى ما صرح به المتحدث باسم وزارة الصحة من عدم صحة ما يتم تداوله من ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بمرض كورونا وتأكيده على أن ما تم تسجيله في الأيام الأخيرة هو «المعدل الطبيعي»، ولنا أن نتساءل: كيف يمكن أن يكون معدل حالات المرض طبيعيا وهو في حد ذاته «غير طبيعي» لا تزال المختبرات العلمية العالمية حائرة وغير قادرة على الوصول إلى علاج ناجح له ولقاح يضمن عدم الإصابة به. ومع ذلك، فجميل أن تحرص الوزارة على أن نكون مطمئنين، بشرط واحد لا يمكن أن نتنازل عنه هو ألا تكون وزارة الصحة نفسها مطمئنة، حتى لو مر أسبوع أو شهر أو عام دون تسجيل إصابة جديدة بهذا المرض القاتل.