نمتلئ بالحقائق التي لا تؤدي إلى شيء، وثمة أشياء نريدها برغبة شديدة لدرجة الحلم المجنون.. وعندما نصل متأخرين، تقبع في جوارحنا صدمة متخثرة، كل تلك الرغبات نقف خلفها كالجبناء، نخشى الخسارة، نخشى التحدث بما يجب، الأشياء تريد أن تعبر عن ذاتها ولدينا ألسنة مبتورة مسبقا من تجارب أثارت ضجيج النهايات.. علينا أن نتحدث لكي نصل، لكي ينفجر سد الوصول، إن ذلك الحلم (الجنون الحتمي) ليس هو الذي يخرجنا طواعية من خلايا عقولنا بل هو ذلك، الذي نرسم طريقه بأناملنا المترفة بأحلامٍ أشبه بانتصار الجريمة في واقع انتهاء العدالة، لكننا حين نيأس من الكلام ومن المحاولات.. نصمت حتى تلك الأشياء التي كنا نتمنى الموت في سبيل عدم الاستغناء عنها في زمنٍ ما، و غير متوقع، يتم الاستغناء! فنتوقع أن ثمة تغييرا سيحدث أو نستطيع على الأقل التجاوز والبحث مجددا لكننا نفشل، ونسقط، وفي كل مرة لا نعترف بكل هذه الكدمات التي شوهت أرواحنا.. دائما نتعلق بالأشياء بالأمور التي قفزنا لأجلها حتى بالأرصفة العابرة وننسى ما بعد المواجهة.. إنها المأساة والفاجعة التي نستقبلها بإرادتنا. أما أنا.. فلا أستطيع الاتكاء خلف جبين الشمس دون أن يتم حرقي أو أنني أحمل بجانبي كل شيء قبيح، دون أن أدون كل تشويهٍ حاصل، فقد احترمت الازدحام في الأشياء، حتى صار الضجيج ممكنا، استفدت من الأغصان الميتة في، استفدت من الأوراق الذابلة شكلتها إطارا رسمت خارج لوحته أشياء ثمينة ومكلفة، أما ما بداخله فهي قصة مخبأة بآخر زوايا الذاكرة. دائما أقول لنفسي: القلب يدق! العقل ينسى! إذن الحياة تستمر، والقلوب الطيبة تنمو لتكبر، لتعيش، لتثمر قلوبا أجمل.. ابحثوا عن أشيائكم وشاركوها الازدحام. رذاذ أحمد الحربي