.. مِن المؤسف له أن غالبية شبابنا لا يرضيهم العمل إلا في وظيفة مكتبية، كما أن معظم أصحاب الشهادات العليا تتعلق تطلعاتهم بالكرسي الدوار والفيلا الأنيقة والسيارة الاسبور !!. والواقـع أنه أمر مؤسف فالمهم في الأمر هو وجود العمل الذي يؤمن الدخل الكافي لحياة كريمة. وفيما سمعت من مرويات معالي السيد أحمد عبد الوهاب نائب الحرم رئيس المراسم الملكية الأسبق في أكثر من مناسبة أنه قبل عامين كان في زيارة لمصر، وخلال إقامته بأحد الفنادق وبينما هو يتناول قهوة الصباح دخلت عليه فتاة بيدها أدوات التنظيف وسألته إن كان يسمح لها بالقيام بمهماتها في تنظيف الصالون وترتيب غرفة النوم فأذن لها .. ولكنه سألها إن كانت تقرأ وتكتب فجاءه الجواب بأنها تحمل شهادة البكالوريوس في الجغرافيا، ومـع ذلك ارتضت هذا العمل لتوفـر دخلا يكفيها وأهلها !!. ثم أضافت : إنني لست الوحيدة فهناك أكثر من عشر زميلات بشهادات جامعية يقمن بنفس المهام !!. وفي رحلتين إلى مصر قبيل رمضان تعمدت أن أسأل منظفي الغرف عن مستواهم التعليمي فوجدتهم جميعا يحملون شهادات البكالوريوس، أما في صالة الاستقبال وصالون الطعام فقد سألت الفتيات اللواتي يقمن بالخدمة أو اللواتي يتناوبن على جهاز الحاسب الآلي لاستقبال الضيوف عن شهادتهن فوجدت أنهن جميعا أصحاب شهادة ماجستير !. وهنا أترك تلك المرويات لكي يتمعن فيها الشباب والفتيات .. وأسأل جهات الاختصاص : لماذا لا تسمح ــ حتى ولو لكبار السن من النساء ــ بالعمل في تنظيف وتوضيب غرف وصوالين الفنادق التي تنزل بها العوائل، فإن الكثير من نـزلائها يصعب عليهـم السماح للشباب بالدخول على نسائهـم بالغرف لتنظيفها أو توضيبها ؟. لتكن الأدوار التي تنزل بها العوائل محددة حتى يتمكن النساء من القيام بالخدمة فيها وتنظيف وتقديم احتياجات النزلاء. إن الأمر يتطلب من وزارة التجارة أن تبيح العمل للسيدات بالفنادق عامة خاصة أن ثمة فنادق كبرى قد أقدمت على استقدام خادمات من الخارج للعمل بتنظيف الغرف وتوضيبها. فالمرأة هي المرأة ودينها وشرفها وأخلاقها هم حماتها.. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. السطـر الأخـير : قـبل أن ترفـع عينـيك وتطلـب من الله المفـقـود.. انظر حولك واشكره سبحانه وتعالى على الموجود. aokhayat@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة