×
محافظة المدينة المنورة

أمير مكة يفتتح معرض «الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة»

صورة الخبر

عزَّى المجلس الأعلى البحريني للشؤون الإسلامية برحيل سماحة العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ خلف آل عصفور، الذي وافاه الأجل المحتوم السبت الماضي، سائلاً المولى جلَّت قدرته أن يتغمد الراحل برحمته، وأن يسكنه الفسيح من جنته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وأعرب المجلس الأعلى في بيان أصدره أمس الأول الاثنين عن حزنه الكبير لفقد مثل هذا العالم العامل، مستذكرًا "ما خلَّفه الفقيد الكبير وراءه من تاريخ ناصع وحافل بالعطاء والسيرة الحسنة والأيادي البيضاء، ترك فيها فضيلته بصمات واضحة في مجالات متعددة من الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والوعظ والإرشاد، بما حباه الله تعالى من إمكانات وقدرات أهَّلته لاحتلال مكانة دينية واجتماعية مرموقتين أكسبته حب الجميع وتقديرهم واحترامهم". لافتًا المجلس إلى أنَّ الفقيد "كان رحمه الله أحد أعمدة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومن أبرز قضاة المحاكم الشرعية الذين عرفتهم البحرين، كما كان من الخطباء المتمكنين، والدعاة إلى الحق، وأحد أبرز أساتذة الشريعة الذين عرفتهم البحرين". وبدأت أمس الثلاثاء مراسم العزاء حيث خصص مأتم الحاج حسن العالي بقرية عالي للرجال، فيما سيكون مجلس الفقيد بقرية بوري مخصصاً للنساء. وكتب وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة على حسابه في (تويتر) «رحم الله فضيلة العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور، فقدت البحرين رجل علم، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته»، كما كتب وكيل وزارة العدل خالد عجاجي «يفقد الوطن بوفاة فضيلة العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور رجل علم عُرف بالوسطية والكلمة الطيبة الجامعة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه جنته». فيما كتب الوزير السابق مجيد العلوي «رحم الله العالم الجليل عملاق المنبر وعميد القضاء، ووالد الجميع الشيخ أحمد العصفور». وكانت حالة الفقيد الصحية تدهورت قبل يومين من وفاته، وذلك بعد معاناة مع أمراض السكر وضيق التنفس والضغط، نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري مساء الجمعة الماضي، حيث وافته المنية عن عمر ناهز 90 عاماً. إلى ذلك، وفي أجواء من الحزن والبكاء، قالت عائلة الفقيد، إن «العصفور كان عميداً وحضناً وأباً لجميع أفراد العائلة، فعلى امتدادها داخل وخارج البحرين، كان الشيخ حريصاً على التواصل مع أفرادها بلا استثناء». مبينة أن «الشيخ كسب حبَّ الناس، بمن فيهم أولئك الذين اختلفوا معه، ودليل ذلك حجم التأثر الذي طال الكثيرين بعد انتشار نبأ الوفاة». كما قالت إن «الشيخ اتسم باحتضان من هم حوله ومن يلجأ إليه طالباً النصح أو المشورة، وكان دائم التشجيع والتحفيز، أما قضاء حوائج الناس فكانت له مساعيه الخيرة فيها والمشهودة في هذا المجال، وكان يبذل كل ما في وسعه لمساعدة الناس وأصحاب الحاجات». ويكتسب الراحل تفرده وخصوصيته، بشمولية علمه، حيث اشتغاله في القضاء، كونه مستشار المجلس الأعلى للقضاء، إلى جانب إمامته لصلاة الجمعة بجامع عالي، علاوةً على اهتماماته الشعرية والأدبية. وعرف عن الفقيد رعايته وتقديمه الدعم إلى عدد من المشاريع والمؤسسات الدينية والعلمية، بما في ذلك مشاريع التعليم الديني في عدد من المناطق. ومع رحيل الشيخ أحمد آل عصفور، يكون مشروع توثيق الشيخ لسيرته الممتدة عبر 9 عقود من الزمن، وبصورة مباشرة رحل دون عودة، ووفقاً لتأكيدات عائلته، فإن «فكرة التوثيق هذه راقت للشيخ وكان عازماً بالفعل على الشروع بذلك، لولا الحالة الصحية التي اعترته في آخر سني حياته وحالت بينه وبين المضي قدماً في المشروع». من جانبه، استعرض المؤلف البحريني محمود طرادة ما أسماه المرجعية التاريخية، والتي تمثل وفقاً لطرادة دوراً محوريّاً سادساً في حياة الشيخ أحمد آل عصفور، مضيفاً «عاش الشيخ العصفور تسعين عامًا، قضاها بين الناس بحكم أدواره المتعددة، بدءًا من الخطابة وعقود الزواج وانتهاء بالقضاء والجمعة والجماعة، وبالتالي فهو مرجعية تاريخية للكثير من الأحداث والقضايا، وشاهد الكثير من الشخصيات وجالسها وربما لن تجد لها معاصرًا».