قرابة الشهرين على بدء الهجمات التي يشنها التحالف الدولي ضد داعش، دون أن يتحقق اختراقٌ كبيرٌ مقارنة بعدد الغارات الجوية من قوات التحالف الدولي، فداعش لا تزال قوية في سورية وتهدد بالاستيلاء على مدينة عين العرب الكردية على الحدود الشمالية السورية مع تركيا، وفي العراق لا يزال داعش يتخذ من الموصل عاصمة له، ويقاسم السلطة العراقية السيطرة على محافظة الأنبار وديالى وصلاح الدين، ووصل التهديد إلى تخوف الأمريكيين من سيطرة التنظيم على مطار بغداد بعد استيلائه على مدينة هيت في الأنبار. 1 - أما لماذا فشلت دول التحالف في كسر شوكة داعش، فذلك يعود إلى عدة أسباب من أهمها: إن طبيعة المواجهة على قوات داعش تتطلب إضافة إلى تكثيف الغارات الجوية الاستعانة بالقوات البرية لتنظيف المدن والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، ومع أن الغارات الجوية قد حدّت كثيراً من تمدد داعش، وأوقعت خسائر كبيرة في قواته وإمداداته، إلا أن تلك الغارات لن تقضي على قوة التنظيم الذي يستطيع أن يحتمي بالتجمعات السكانية، ولهذا فشلت جميع المحاولات في إخراجه من المدن التي يتشبث بها في الموصل وصلاح الدين وهيت والفلوجة والأنبار والرقة ودير الزور وعين العرب. 2 - أدت مشاركة المليشيات الشيعية العراقية التي تشارك القوات العراقية محاربة داعش تحت مسمى قوات الحشد الشعبي والتي ترتكب أعمالاً إجرامية انتقامية ضد أهالي المدن التي احتلتها مليشيات داعش وجميعهم من أهل السنّة، وبعض من شباب هذه المدن يُختطفون من قِبل المليشيات الشيعية ويطالبون بعشرات الآلاف من الدولارات للإفراج عنهم، هذه الأعمال التي تتم بمعرفة القوات الحكومية والتي وصفتها منظمة «هيومن رايتس» بجرائم حرب، جعلت أهالي المدن السنيّة إن لم ينحازوا إلى داعش، غير مبالين بدعم جهود ومحاربة داعش، وكثيرٌ من الأهالي يطالبون الحكومة بإخراج المليشيات الشيعية من مدنهم وتشكيل حرس وطني من أبناء المدن، ويؤكدون بأنهم قادرون على تنظيف مدنهم من داعش، وهو مطلب يؤيده جميع السياسيين العراقيين بما فيهم رئيس الحكومة حيدر العبادي، رغم اعتراض عدد من حلفائه في التحالف الشيعي، وهو سيُؤخر إنجاز تحرير المدن العراقية من احتلال داعش إن لم يُفشل الحملة كلياً ويعيد القوة لداعش، لأن البيئة الحاضنة له ستزداد وتكبر لكثرة جرائم المليشيات الشيعية.