بقلم : أيمن بدر كريّم أطرح اليوم قضية ليست بالجديدة، أرجو أن تصف رسالة بعثتها إليّ إحدى القارئات بعضًا من تفاصيلها المزعجة، والتي تتطـلّب اهتمامًا أبلغ من الجهات المعنية والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن مثل هذه الأوضاع الإدارية والقضايا الإنسانية. تقول الرسالة: أنا إحدى طالبات جامعة الملك سعود بالرياض، أقطنُ في سكن الجامعة مع كثير من طالبات الدبلوم والبكالوريوس والماستر، اللواتي تتم معاملتهن معاملة القاصرات اللواتي لا يفقهن شيئًا. ومضت تقول: لا نستطيع الخروج لتلبية احتياجاتنا الخاصة ولا يُسمح لنا بالذهاب إلى السوق أو الجمعية، كما لا يُسمح لنا بالتعامل مع المندوب لجلب أغراضنا الضرورية حيث يوجد تعميم بمنع الشراء عن طريق المندوب، أما عن ادعاء مديرة السكن أنها لا تمنع الطالبات من الخروج للسوق، فهذا غير صحيح، وإن حصل فلا يحصل إلا بعد أسابيع، فصديقتي كانت بأمسّ الحاجة للذهاب للسوق ولم تسمح لها إلا بعد شهر من طلبها وبعد رفعها شكوى وتظلُّمها، أما صديقتي الأخرى فقد اضطر أبوها للقدوم من حفر الباطن ليجلب لها زي الجامعة. ولا يمكنني وصف المعاملة السيئة من المشرفات السعوديات، ومحاولاتهن التشكيك في تصرفاتنا والتضييق علينا حتى عند زيارة أمهاتنا لنا. أما عن مواعيد عودتنا لبيوتنا في الإجازات، فحدّث ولا حرج، فنحن تحت رحمة من يأتي من الأهل ليتسلم أمانته، ناهيك عن الانقطاع المتكرر للإنترنت ومنعنا من استخدام الهواتف النقالة، وعدم وجود قنوات تلفزيونية فضائية يمكن متابعة ما يُبهج ويسلي النفس فيها مثل بقية الناس. وبدوري قمتُ بالاطلاع على بعض ما تم مناقشتُه وطرحُه في وسائل الإعلام المطبوعة والمصوّرة حول هذه القضية، فوجدت أن المعاناة التي حاولت القارئة كتابتها لا تصفُ حقيقة المأساة الإنسانية المستمرة في كثير من مساكن الطالبات في الجامعات السعودية ومنها على سبيل المثال، سكن طالبات جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الذي خصص برنامج الثامنة حلقة لمناقشتها يوم 19 سبتمبر 2012، وأقتبس منها مداخلة للطالبة رزون: غير مسموح لنا بالخروج إلا ببطاقة الوكيل الأخ أو الأب ولا يُسمح بخروج الطالبة بعد التاسعة والنصف مساء حتى لو حضر الأب أو الأخ، ولا توجد صالة تلفزيون أو تجهيزات الإنترنت، ولا توجد غسالات ملابس، فتقوم الطالبة بغسل ملابسها على يديها، ومؤخرًا اشترينا غسالات من مالنا الخاص، ولا يوجد مواقد غاز لإعداد الطعام، والطالبات اللاتي يحصلن على معدلات منخفضة يتم نقلهنّ إلى هذا المبنى كعقاب لهن!! كما تقوم المشرفات باقتحام غرفنا دون استئذان، وتفتيش أغراضنا الشخصية وتفتيشنا جسديًا كل يوم بعد الدوام. وأختم بما وصفت به مُرسلة الرسالة حالها: إن الحياة بهذا السكن، مثل حياة السجين الذي ينتظر أن تنتهي مدة عقوبته!!. نقلا عن المدينة