يولد الإنسان، والحب يغمره. حب الأم، حب الأب، رعايتهما له، إحساسهما به، بهجتهما بابتسامته الأولى، كلمته الأولى، وقفته الأولى، وخطوته الأولى. ذاكرة مترعة بالفرح. تبدأ رؤى هذا الإنسان تتشكل، حبه لمن حوله، من الناس، والأمكنة. هذه الصورة تسكن خياله، تصوغ شخصيته. من هذا الثنائي الجميل - الأب والأم - وسواهما تبدأ تتشكل معارفه، خبراته، محبته وولاؤه لوطنه، أفكاره، والقيم التي يؤمن بها، يبدأ في التعرف على أبجديات دينه، وأعراف وتقاليد بيئته ومجتمعه. كل هذه الأمور تصوغ في النهاية قصة حب رائعة، للوطن والناس والبيئة. هذه هي القصة الطبيعية التي يمر بها أي إنسان. لكن يحدث أحيانا بعض الشذوذ، فيأتي النتاج شاذا، إذ يحول هذا بعض النشء إلى كيانات تنضح بالكراهية والحقد والغلو والإرهاب. إن هذه المتغيرات التي تصوغها مؤثرات غريبة، تؤدي إلى نماذج الشذوذ المنتشرة من حولنا، وآخر موضاتها داعش. هذه النبتة الشاذة، لم تتسلط على مجتمعنا فقط، بل إنها امتدت إلى كل الكون، فوجدنا قتلة دواعش من أمريكا وبريطانيا وفرنسا ... إلى آخره. الطفل المحب لوطنه وقيادته وأهله وأرضه، يكبر طبيعيا، فتتلقفه الأيدي القذرة لتغتال فيه قصة الحب الإنسانية الجميلة. بقدر ما أغدقت وسائل التواصل الاجتماعي والتصفح عبر الإنترنت من نعم، إلا أن خفافيش الظلام قرروا أن يجعلوها جزءا من الساحة التي يمارسون فيها عبثها، وهذا أمر طبيعي، لكنه يستحق تحالفا عالميا يواجه تلك الكائنات الافتراضية الشريرة.