×
محافظة المدينة المنورة

حج / فرع الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمدينة المنورة يختتم برنامج خدمة ضيوف الرحمن

صورة الخبر

الفكر حالة خاصة هو الصديق الذي لا يخون ان احسنت بناءه، بل هو قوة تستطيع الاستناد عليها في كل المواقف، وهو العدو الذي لا يمكن قتله برصاصة ليموت وينتهي تاثيره ويتم القضاء عليه قبل ان يلتهم عقول ابنائك بفيروساته المتلونة.. هو عدو لئيم يخونك ان استأمنته بجهل ودون وعي، وهو عدو لئيم يسرق ابناءك منك ان غفوت عنهم.. الفكر عدو لدود وغير نبيل .. فساد الفكر يمثل حالة تسوس تنخر جسد المجتمع وتحوله الى حالة عالية من الفساد والمرض وسهولة العدوى من اي فيروس قادم مهما بلغ ضعفه.. التطرف والتشدد الفكري الذي بات يعصف بالمجتمعات العربية ويتمدد داخلها لابد من مواجهته فكريا وعدم الاكتفاء بضربه عسكريا.. مجتمعنا السعودي مثله مثل كثير من المجتمعات العربية والاسلامية يعاني من حالة التطرف الفكري وتكريس ثقافة التطرف وخاصة من بعض الغلاة ممن يدعون الدين والتدين.. فيما هم جزء من مشروع حركي سياسي وجدوا افضل طريق للوصول له زراعة التطرف والفتنة داخل مجتمعنا وخاصة بين الشباب من الجنسين وان كان الذكور اكثر والذي بات يشكل حطب نار للكثير من الحروب ومواقع القلاقل العسكرية، حيث بات للاسف بعض مدعي العلم الشرعي يزرعون ثقافة التطرف في وجدان ابنائنا مستغلين البيئة المتدينة اساسا في مجتمعنا من ناحية، وغفلة الاسرة وكثير من المؤسسات الحكومية المسؤولة عن الشباب وضعف ادائها لتلك المهمات من ناحية اخرى ما جعل من بعض الخفافيش تجد فرصة مواتية لنشر ثقافتها المتطرفة المتشددة والتي ادت الى سهولة انجرافهم مع هذا التيار وخاصة ان هناك تعزيزا غير مقصود لتيارهم في الكثير من مؤسساتنا وخاصة التعليمية بشقيها العام والعالي، حيث المدرسة تركز على انشطة معينة تكرس الانتماء الاممي وتتحاشى الانتماء الوطني .. بل واحيانا تتجاوز التحاشي الى حيث تحريم انشاد تحية العلم اي السلام الملكي والاكتفاء باناشيد تكرس ثقافة الجهاد وعداء الاخر وخاصة وفق المرتكز الديني والطائفي، اما الجامعات فقد تفوقت في تكريس ثقافة التشدد حيث استغل بعض الاساتذة منابرهم التعليمية لزرع ثقافة التطرف في طلبتهم ما جعل بعض هؤلاء الطلبة يتسربون من جامعاتنا الى حيث تجمعات المجاهدين بدءا بالقاعدة وانتهاء بداعش.. داخليا علينا مواجهة انفسنا ليس لصالحنا ان نتهرب من مواجهة الحقيقة خلقنا مساحة كبيرة داخل مجتمعنا حيث الاكثار من المنع والتحريم.. بالغنا في الاتكاء على باب سد الذرائع الى ان اصبح هو القاعدة.. ليس لصالحنا اتهام الغرب او الشرق بتطرف ابنائنا لان داخلنا الداء ولدينا الدواء وليس لدى غيرنا.. والنتيجة ان شبابنا بات صيدا سهلا للانقياد حيث حدية الموقف.. إما تطرفا وتشددا او إلحادا، نعم ليسوا الاغلبية ولله الحمد ولكن المتعاطفين معهم للاسف يمثلون اكثرية.. ما يعني معه ضرورة قص جذور ومعززات الفكر الداعشي حيث كان وحيث كانت مسبباته.. نريد مدرسة تتبنى عقولا مفكرة، عقولا تستطيع ان تقول رأيها بفكر معاصر دون محاصرتها بتراث فقهي لا يتفق في كثير منه مع سياق معطيات عصرنا، نريد عقولا تستطيع ان تستقرئ القرآن الكريم وتستنبط الاحكام.. عقولا رجالية ونسائية تمارس حقها في التفكير قبولا او رفضا لا يكون الانقياد سبيلها الوحيد.. لغير الله... مواجهة التطرف عسكريا مهمة وإن كانت مؤقتة ولكن مواجهته فكريا عمل دائم ومتنوع ولا يقف على المنابر بل ويكتمل بإشباع الاحتياجات من تعليم وصحة ونقل وعدالة اجتماعية وحرية الافراد..