تبادلنا التهاني بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على وطننا وأمتنا بالأمن والأمان والسلام، ونحن في هذه الأيام المباركة نتواد ونتراحم ونصل بعضنا مباشرة أو عبر الوسائط التقنية الحديثة، فإننا نمارس دورا تفاعليا عميقا جديرا بأن يقوّي الصلات ويزيل ما يرسب في النفوس، فالعيد تجديد لطرق تعاملاتنا وتطوير لتواصلنا وتطهير لأنفسنا وتعزيز لقيمنا. وفي سياق عملية التواصل العيدية، فقد لفت انتباهي لمسة تفاعلية جميلة وأنيقة من الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي قدّم التهنئة لكل مواطن ومقيم بالمنطقة، بلا استثناء وذلك من خلال لوحات في المواقع العامة يقدّم فيها التهنئة كمواطن بأبسط معانيها وأرق مضامينها، وكان نص التهنئة: «أهنئكم بالعيد السعيد» وفي وسط العبارة «كل عام وانتم بخير» وفي آخرها «سعود بن نايف» هكذا بكل بساطة مواطن يهنئ دون ألقاب رسمية، ذلك حتما كان له وقعه في النفس وهي تردد «الله يبارك فيكم ويطيل عمركم ويعينكم على أمانة التكليف» وأحسب أن كل من يقرأ تلك التهنئة لا بد وأن يرد تلقائيا في نفسه التهنئة والبركات لسموه الكريم الذي أصبح «وهو كذلك دائما» واحدا من المواطنين ووسطهم، يبلغ بدوره الاجتماعي مبلغا قويا وعميقا في النفوس. تلك هي عادة سموه الكريم، متواضعا وبسيطا وودودا ومتواصلا مع مواطني منطقته، وهكذا عرفه الجميع قائدا وأميرا قريباً من الجميع، ولذلك أحبه الأهالي الذين يبادلونه ذات الاحترام والود والتقدير، وهو جدير به، فشخصيته الرزينة تمنحه حضوره الإنساني الجميل وتجعله صديقا وأخا وأبا يقف مع الجميع، ولا يخرج وصف علاقته بأهالي المنطقة عن تلك الصفات، فهو لا يشعرهم بأنه أمير المنطقة وإنما واحد منهم يتميز عنهم بحمل أمانة إدارة شؤون المنطقة. إنها لفتة مقدرة صيغت عباراتها بحرفية، وكان نصها جميلا ومؤثرا وبها لمسة إنسانية، وذلك ما يجعله يمتلك القلوب، ورغم بساطة اللوحات إلا أنها تحمل مشاعر معقدة تمتزج فيها العديد من الأبعاد التي يمكن تفسيرها بما تحتويه من محتوى نبيل وأنيق، فهو بذلك اختصر طريقا طويلا للوصول الى كل فرد في المنطقة، وذلك منحى ديني واجتماعي يعنى بالتواصل وتحقيق قيم دينية تطلب أن نتواصل ونتراحم في مثل هذه المناسبات، ومن ناحية أخرى فهو عمل إداري يحفز كل الجهات ذات الصلة بالمواطن والمقيم أن ترتقي بسلوكها التفاعلي لتتواصل بمثل هذه البساطة والرقة والأناقة الإنسانية، وإذا كانت تلك الجهات معنية بالعلاقات العامة فإنها يمكن أن تدعم حضورها بالاقتداء بسمو الأمير سعود، وهو وإن كان مستقرا في القلوب، إلا أن تلك الجهات مطالبة بحذوه لأن ذلك يفيدها. تلك اللوحات أكبر من أن تكون مجرد تهنئة وإنما هي محفز حقيقي لنا لنتواصل ونبتكر أساليب جديدة ومتطورة للحفاظ على تواصلنا وتواصينا بالمرحمة، في زحام هذه الحياة وإيقاعها السريع وانشغالنا المستمر بأعمالنا وقضايانا وهمومنا، وقد وجد سمو الأمير سعود طريقة فريدة للتواصل، فماذا نحن فاعلون؟ إن لم نجد طريقتنا فلنقتد بسموه. مدير مراكز «اسكب» للاستشارات الأمنية والعلاقات العامة