عاود مؤشر السوق السعودي الارتفاع في جلسة امس الاثنين بعد خسائره الكبيرة أمس الأول، وصعد بنحو 232.5 نقطة عند 10.383 نقطة (+ 2.29) وبتداولات بلغت نحو 5.6 مليار ريال قبل الإغلاق، وكان مؤشر السوق قد مني بخسائر كبيرة الجلسة الماضية تجاوزت الـ 700 نقطة، مسجلا أكبر خسائر يومية في سبع سنوات، وشهدت معظم الأسهم ارتفاعًا بنسب متفاوتة، يتقدمها سهما «سابك» و»مصرف الراجحي» بنحو 2% و3 % على التوالي. وتتداول أسهم «مصرف الانماء» و»المراعي» و»المتقدمة» و»البحري» و»جبل عمر» و»دار الأركان» على ارتفاع بين الـ 3 و6 %. جاء ذلك بعد ان تعرض سوق الأسهم السعودي للهبوط الذي تجاوز 700 نقطة وبخسارة تجاوزت 144 مليار ريال، وسجل بذلك مؤشر السوق أكبر خسائر يومية من حيث النقاط لم تحدث منذُ شهر يناير من عام 2008، أي نحو سبع سنوات حيث خسرت آنذاك نحو 977 نقطة. وكشف عدد من المحللين الماليين وخبراء الاقتصاد السعودي لـ «المدينة» أن سبب هذا النزول الحاد هو نتاج لعدة أمور منها الأحداث السياسية التي تجري حاليًا في بعض دول العالم، كذلك تراجع أسعار النفط على الصعيد العالمي والذي تسبب بتراجع العديد من الأسواق الآسيوية والأوروبية خلال الأسابيع الماضية، كذلك تعرض السوق للعوامل الداخلية ومنها الاكتتابات المعلنة في السوق المحلي. وتوقع الخبراء ان يشهد السوق خلال اليومين القادمين لإعادة الارتداد والتعافي وتجاوز وتقليص هذه الخسائر الحادة، والتي بدأت أمس وصعد فيها المؤشر بنحو 232.5 نقطة عند 10.383 نقطة (+ 2.29). ويقول الدكتور أسامة فلالي الخبير الاقتصادي والمالي إن التقلبات وعدم الاستقرار في سوق الأسهم أمر طبيعي في كل أسواق دول العالم، كذلك التطورات العالمية تؤثر ايجابًا على السوق، مشيرًا إلى أن النزول الحاد في السوق السعودي هو نتاج لعدة أمور منها الأحداث السياسية التي تجري حاليًا في بعض دول العالم، من قبل الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق، ودخول اليمن في حالة من عدم الاستقرار وسيطرة الحوثيين على مفاصل مهمة في الدولة اليمنية، مشيرًا إلى أن السوق السعودي تعرض للهبوط الواضح الذي تجاوز 700 نقطة وبخسارة تجاوزت 144 مليار ريال، وهو أمر يدعى للقلق خاصةً لكبار المستثمرين، مطالبًا بالابتعاد عن تداول مصطلح «انهيار السوق» وذلك مراعاةً لمشاعر الناس الذين تعرضوا لصدمات قبل عدة سنوات في سوق الأسهم. وقال أستاذ المحاسبة والخبير الاقتصادي سالم باعجاجة إن تراجع أسعار النفط على الصعيد العالمي تسبب في تراجع العديد من الأسواق الآسيوية والأوروبية خلال الأسابيع، مشيرًا إلى أن نزول سوق الأسهم السعودي يعود للأحداث السياسية الجارية في المنطقة، والتي تزامنت مع انخفاضات أسعار النفط، وأضاف أن تأثير طرح جزء من أسهم البنك الأهلي للاكتتاب كان واضحًا منذ إعلان الخبر ولم يكن تأثيره السلبي في فترة العيد فقط، حيث يفضل العديد من المتداولين الاحتفاظ بالسيولة والاستفادة منها خلال الاكتتابات القادمة. مشيرًا إلى أن السوق تعرض لعوامل داخلية وخارجية معًا وهي الاحداث السياسية والاكتتابات المعلنة في السوق المحلي. من جانبه أنهى مؤشر السوق جلسة أمس الأول الأحد على خسائر كبيرة بنحو 706 نقاط، وسط هبوط شبه جماعي للأسهم، بتداولات بلغت قيمتها نحو 8.7 مليار ريال.