×
محافظة المنطقة الشرقية

مستوصفات بالرياض بلا لقاح أطفال…والصحة تلتزم الصمت

صورة الخبر

لا حديث اليوم في دوائر المال والقرار العالمي إلا عن تأثيرات سعر النفط على الاقتصاد العالمي. ومع الانخفاض الحالي في أسعار النفط لاحظ المراقبون سرعة تأثيره المباشر على أسواق المال والمعادن والعقار مع توقعات بالمزيد من التأثيرات تبعا لتأرجح الأسعار. والتفسير الذي نعرفه نحن مِن خارج دوائر المحللين الاقتصاديين أن مشكلة هبوط أسعار النفط ترجع لعاملين رئيسيين: الأول: كثرة العرض، والثاني: قلة الطلب. ومع أن مراقبين يرون أن انخفاض أسعار النفط سيعيد الحياة بشكل أسرع للاقتصاد العالمي المتباطئ إلا أن واقع التبادلات التجاريّة يقول أيضا إن الدول المنتجة للنفط لن تستطيع أن تشتري المزيد من البضائع والخدمات مع سعر نفط منخفض. ويعلّمنا التاريخ القريب كيف كان حجم التأثير المباشر على حياتنا في منطقة الخليج والمملكة تحديدا تبعاً لأسعار النفط. إذ إن ما اصطُلح عليه اسم "الطفرة الاقتصاديّة" الأولى في تاريخ المملكة (1975-1985) ارتبطت بشكل مباشر بارتفاع أسعار النفط. ففي تلك الحقبة عاشت المملكة اهم وأول مراحل التنمية الهائلة خلال خطتي التنمية الخمسيّة الثانية والثالثة. وللاعتبار نقول إن أسعار النفط الخام مرّت خلال أعوام1970 -1981 برحلة صعود مثيرة مراوحة بين دولارين وثلاثة دولارات للبرميل أوائل السبعينيات إلى قرابة 39 دولارا مع بداية عام 81 لتعقبها محطات تقلبات سعريّة غيرت وجه الاقتصاد العالمي في تلك الحقبة. ويتذكر الاقتصاديون النتائج الكارثيّة لانهيار أسعار النفط والحروب السعريّة بين المنتجين منتصف عام 1986 حين هبط سعر البرميل ليراوح ما بين 6-10 دولارات. ولم يشهد الذهب الاسود حالة استقرار طويلة فترة التسعينيات لعوامل فنيّة وجيوسياسيّة وأيضا لتدخلات اللاعبين الكبار في قوى السوق. ومع بدايات عام 2005 عاد النفط إلى مجده ليسجل في ذات العام سعرا تاريخيا متجاوزا 60 دولارا للبرميل متأثرا بعوامل اقتصاديّة ونتائج إعصار كاترينا الذي ضرب خليج المكسيك آنذاك. وقد واصل سعر النفط صعوده فيما بعد ليصل مع بدايات عام 2008 سعر 100 دولار للبرميل متجها في شهر أغسطس من ذلك العام إلى مستويات تاريخيّة قياسيّة إذ تجاوز 145 دولارا للبرميل. وقد ربط محلّلون بين هذه الارتفاعات والأزمة الماليّة العالميّة التي خسرت فيها الأسهم الأميركيّة أكثر من 8 تريليونات دولار. وتقول هذه التحليلات إن أحد اهم الحلول حينها لتعويض حملة الأسهم الأمريكيّة الذين خسروا قرابة 40% من ثرواتهم كان بالمضاربة في أسعار النفط من جهة، ودعم سعر الدولار في تلك الفترة الحالكة من جهة أخرى. السؤال اليوم مع انخفاض أسعار النفط هو كيف نستفيد من تجارب الماضي خاصة وأن الولايات المتحدة زادت إنتاجها للنفط بنسبة 70% منذ عام 2008؟ وما الخطط في ظل توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين إلى 7.2 في 2015م، وحقيقة اكتشاف روسيا في منطقة القطب الشمالي مؤخرا لأكبر حقل نفط في العالم؟ وما الذي يمكن استثماره مع الارتفاع السريع لسعر صرف الدولار الأمريكي خلال الشهرين الأخيرين؟ وسؤال أخير على مستوى الأفراد والمؤسسات: هل استوعبنا دروس الماضي بما فيها من تقلبات أسعار النفط وثقافة الإنفاق؟ *مسارات قال ومضى: لن يسلك الصواب .. من لا يسمع السؤال والجواب.