غاب دور العلم والتخصص، وأهميته في مزاولة عمل ما، بفضل الثورة المعلوماتية، حيث أصبحت المعلومات الخاصة بعلم ما في متناول الجميع، بلمسة "أيقونة"، حتى توهم البعض إمكانية مزاولة أي مهنة، وممارسة أي تخصص بمجرد التجول في عالم الإنترنت والقراءة فيه هنا وهناك عن طريق الاستعانة بمحركات البحث. الأكثر مأساوية في الموضوع، هو أن يجد مدعو المعرفة من يصغي إليهم ويروج لهم، عن طريق الدعاية والإعلان، والنتيجة ضياع المصداقية، وتحويل المجتمع إلى ساحة للتجارب، ينجح أحدها، ويفشل منها الكثير، ويدفع المغلوبون على أمرهم ثمن جهلهم وثقتهم بمن لا يستحق، فالمتخصصون في المشاكل الأسرية، يقتربون من المنظومة الأكثر حساسية في المجتمع، ويعبثون باللبنات الأهم في وحدته، وحياة أبنائه، ومع هذا كله فإننا نجد أن من يدعون أنهم متخصصون في المشاكل الزوجية أو الأسرية، هم المتسببون في تفكك الأسر وضياعها بشكل كبير، فهم لا يملكون المفاتيح الصغيرة للنفاذ إلى الأسرة المعطوبة بشكل آمن، ومن ثم معالجة مشاكلها، لذلك يصفون العلاج الخاطئ، ويعطون التوجيهات التي تزيد الأمر سوءا، ولأن الأسرة أساس البناء المجتمعي، فإنه ينبغي على الجهات المعنية، تقنين وضبط مسألة الإرشاد الأسري، وإبعادها عن الأفراد، وحصرها في مؤسسات مصرح لها ومعترف بها، بل وإيقاف هؤلاء المجازفين باستقرار المجتمع وهدوئه، مستغلين جهل الناس وثقتهم بكل ناصح.