--> اتفق ضيوف أمسية أقامها فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام على تراجع مستوى الدراما الخليجية في رمضان الفائت مرجعين ذلك إلى جملة من العوامل أهمها مشكلة ضعف النصّ الدرامي وعدم عناية المنتجين بالقيمة الفنية بقدر العناية بأسماء معينة وهي المشكلة التي وقع فيها التلفزيون السعودي. ضمّت الأمسية التي أقيمت مساء الاثنين المنصرم عن الدراما الخليجية، ما لها وما عليها كلاً من الكاتب الإعلامي عبدالوهاب العريض، والفنان المسرحي ابراهيم الحساوي، والمخرج سمير عارف، وأدارها الفنان عبد الله الحسن. بدأت الندوة مع الكاتب والإعلامي عبدالوهاب العريض الذي قال إن الدراما الخليجية الرمضانية في موسمها الأخير شهدت طفرة في العدد دون تميز في الفنيات والمضمون، ضاربًا المثل بالسدحان التي رآها الكثير من النقاد أنها أقل من مستواه، وكذلك تجربة القصبي في أبو الملايين مرجعًا السبب إلى أن كاتب السيناريو وهو الكاتب الصحفي خلف الحربي غير مختص في كتابة السيناريو، كما نوه بأن المشكلة ذاتها موجودة في مسلسل هوامير الصحراء الذي كتب نصه عبدالله بن بخيت وهو كاتب روائي وليس سيناريست. المخرج سمير عارف عزا هبوط مستوى الدراما الرمضانية الخليجية إلى مشكلة المنتج وليس فقط إلى ضعف النصّ وذلك بسبب عدم اختياره النصّ المناسب، وكذلك لعدم اختياره الممثلين الجيدين. وهو ما اتفق معه فيه العريض الذي قال أن لدى القنوات الخليجية فائض مالي لكنها ترغب في أن تخرج به فنانين وفنانات معينين على علاقة خاصة بها، وأضاف أنّ العمل الدرامي حلقة متصلة وعمل جماعي، فلو حصل فراغ في مكان ما كالنصّ فيجب تكميله من قبل الآخرين في المراحل اللاحقة لكي يبقى العمل منسقًا ومترابطًا. الدراما السعودية في السنة الأخيرة غاب عنها النصّ الجيد وحلّ مكانه الاتكاء على الأسماء في محاولة لتعويض النقص وقال الفنان والمسرحي إبراهيم الحساوي إنه متفق مع الضيفين حول أهمية النصوص مبينًا أنّ الساحة بأكملها تعمل على ثلاثة أو أربعة كتاب وتستهلكهم. غير أنه يعوّل على اهتمام الممثل بالنصّ وقراءته كاملًا مبينًا أنه يهتم بفهم كامل النص وعلاقته بالممثلين الآخرين حتى لو كان دوره في العمل لا يزيد عن حلقتين أو ثلاث. وفي جولة ثانية من الحوار تحدث عارف عن غياب دورات كتابة النصّ الدرامي وكيفية تحويل النص الدرامي إلى مشهد ممثل،وتحدّث العريض عن تكرار وحصرية أسماء المنتجين المنفذين في التلفزيون السعودي، كما تطرق إلى أنّ هناك ما يعوّض غياب الأكاديمية في بيئات أخرى كالبحرين مثلًا حيث يتمّ صناعة الممثل من خلال المسرح، منتقدًا سياسة العيب التي جعلت دعم الأندية أمرًا متاحًا في حين حرمت جميع جمعيات الثقافة والفنون منه باستثناء دعم أرامكو لفرع الجمعية في الدمام. وقال الحساوي أن الدراما السعودية في السنة الأخيرة غاب عنها النصّ الجيد وحلّ مكانه الاتكاء على الأسماء في محاولة لتعويض النقص ما جعلها أعمال أقرب إلى التجارة منها إلى الفنّ، وأضاف: بعض الحلقات تكتب على الهواء، أي أن العمل يبدأ ويصور منه عشر حلقات ولا تزال كتابة الحلقات الباقية لم تكتمل بعد. ولفت الحساوي إلى أن العناية البالغة بالنص يقف وراء نجاح أعمال بقيت في ذاكرة المشاهد مثل خزنة ومجاديف الأمل، مبينًا أن التفاعل مع السيناريو يجعل التصوير أشبه بورشة عمل جماعية يتم فيها الاقتراح والتعديل والتطوير، منتقدًا ما أسماه تقديس السيناريو لدى بعض الكتاب أو المخرجين. وفي محور عن الدراما التركية اتفق الضيوف على التطوّر التقني والفني الملفت الذي تقدّمه الدراما التركية ما لا يجعلها تحظى بانجذاب الجمهور الذي ملّ تكرار الأفكار والصور والمشاهد وتكرار وجوه الممثلين في الدراما الخليجية ما جعله يبحث عن الجديد، إلا أن الكاتب العريض حذّر من توجّه مبرمج لتفتيت بعض القيم في المجتمعات الخليجية من خلال اختيار أعمال جيدة فنيًا ولكنها تسوّق لقيم خاطئة، ملفتًا إلى أن غياب الدراما السورية الجيدة في السنتين الأخيرتين بسبب الحرب ولّد فراغًا ملأته الدراما التركية وبأصوات سورية مألوفة. وفي جانب من المداخلات قال الفنان خالد الحربي الذي يقدّم ورشة في كتابة النص المسرحي للأطفال أن سبب تراجع الدراما السعودية الرمضانية هو التلفزيون السعودي لأنه هو الذي ينتج ويراقب هذه الأعمال وهو الذي يمنحها التصريح والتمويل ولكنه لا يقوم بالرقابة الفنية على المنتجين المنفذين وهو السبب في تكرار أسماء المنتجين المنفذين.