×
محافظة المنطقة الشرقية

هنأت القيادة بنجاح موسم الحج محافظات وإدارات حكومية في كافة المناطق تحتفل بعيد الأضحى

صورة الخبر

أظن أن أمانة مدينة جدة تزهو فخراً بنفسها وهي تعلن أن الحفرة التي اغتالت المواطن علي منشو وابنه لم تحفرها الأمانة، وإن توسطت أبرز شوارع مدينة جدة وأكثرها فخامة، ما يعني بكل بساطة أن إنشاء الحفر في الشوارع حق خاص، وأن موت الناس حادثة عرضية. حسناً سأحفر أمام سكن أمين جدة حفرة ليقع فيها حال عودته من نشاط خارجي، فهو عملياً لا يختلف عن السيد «منشو»، فكلاهما سلك طريقاً أنشأته الحكومة وتعهدت رعايته عبر تأسيس أمانة منطقة جدة، التي جاءت لتؤكد أن البلد «حارة كل من إيدو له» وأنها غير مسؤولة عن حفر الناس للشوارع، لأن مهماتها أولى وأجل من سقوط مواطن في حفرة تنهي حياته. أمانة جده تتجاهل المواطن، وتبلغ الوقاحة حدها حين لا ترى ضيراً من موت مواطن راهن عليه البلد لأجل المستقبل، وحين حصد شهادته في الهندسة استقبله أشهر شوارع جدة بحفرة طمرت حياته وابنه، بينما الأم والزوجة تراقبان عاجزتين يائستين. لاشيء يسيء إلى الحكومة مثل بيان «الأمانة»، فهو لم يعتذر ولم يصحح الخطأ، وإنما يجيز الاعتداء على هيبة الحكومة ويفتخر بأنه لم يحفر الحفرة، لأن شوارع منطقة مكة مستباحة ترتهن للنفوذ والجبروت والعبث. ما الفائدة من «الأمانة» وهي تقر بأن لا سلطة لها على الفوضى ومحاربتها؟ لماذا لا تثأر وزارة البلديات لكرامتها وتبرئ ساحتها وتحاسب المسؤول عن ذلك، ثم تلاحق المتكاسلين الآخرين في كل مكان؟ أيها السيد الأمين ما دورك والشوارع تستباح؟ والمنتفعون ينتهكون سلطتك ويتجاهلونها؟ ليتك يا سيد منشو كنت أميركياً، لعرف أهلوك معنى الغضبة والثأر، لكنك مجرد أحد أبناء جدة الذين يكفي أسرهم بيان تافه تصدره «الأمانة» النقية من كل عيب، الناجية من كل ذنب. الحسم في معالجة التراخي يسد أبواباً أخرى من التكاسل والإهمال، والعقوبة الصارمة تؤدب البعيد قبل القريب، شعوراً بأن الخطأ لايمر عابراً، وأن المسؤولية لا تتجزأ، وليس بالضرورة أن يتدخل أمير المنطقة، لأن هذا التدخل إعلان فشل الجهة المباشرة وقصورها. رحمة الله عليك يا علي، ولا تبتئس أسرتك لأن الأمين لم يحضر إلى الموقع وقد لا يحضر العزاء، فالذنب ذنبكم لظنكم أن الشوارع مواطئ آمنة لا خطر فيها من الوقوع في المقابر التي يحفرها كل منتفع جريء على النظام، ولتتأكد أسرتك أن هذه الجريمة يتحملها المنتفعون الذين لن يقضي عليهم سوى مشعل بن عبدالله، الذي حمل راية العدل في نجران فلا يمكن أن ينكسها في مكة وفي الأشهر الحرم تحديداً. يا أهل علي لا تحزنوا، فالخطأ وارد، والكسالى كثر، لكن حقكم مصون ومحفوظ ما دام خلفه مشعل بن عبدالله المستظل بالملك العظيم والعادل عبدالله بن عبدالعزيز، ولتأكيد ذلك فإن متعب بن عبدالله اتصل بالأسرة معزياً، من باب الحس والمواطنة والمسؤولية، على رغم ألّا علاقة وظيفية تربطه بالجريمة، بينما اكتفت «الأمانة» غير الأمينة ببيانها الجاف. رحمتك اللهم يارب.