الأحساء مصطفى الشريدة قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق إن ما تشهده الأجواء هو مخاض ولادة لأهم موسم في السنة، موسم «الوسم» الذي يحل اليوم الأحد. وأضاف أن الاسم يطلق على الفترة الزمنية التي تلي موسم سهيل، وهو موسم بداية نزول الأمطار الطبيعية. والأمطار السابقة على دخوله تسمى «قلايد الوسم» والأمطار التي تهطل في أوله تسمى «الثروي» نسبة إلى الثريا، والأمطار التي تهطل في آخره تسمى «الولي»، والسحب التي تتشكل قبل دخوله تسمى «عهاداً» والسحاب المبكر الذي يظهر مع دخول الوسم يقال له (المرابيع). وجميع فترات أمطار الوسم مفيدة جداً للأرض والبحر فيقول السلف عن مطره (حص في البحر وفقع بالبر) أي أن مطر الوسم إذا سقط على البحر يخلق اللؤلؤ وإذا سقط على البحر ينبت الفقع. فالبذور المدفونة في باطن الأرض والمحار المختفي في أصدافه تكون متحفزة لمطر الوسم وهو الموسم اللائق لضخ ماء الحياة في أجسادها، ومدة الوسم النوئية 52 يوماً والفعلية 72 يوماً، فعشرين يوماً من المربعانية تُعد من الوسم. وللوسم علامات تدل على دخوله أهمها تخلق السحب وظهورها من جهة المغرب وظهور طير الحباري والكروان والكرك الأصلع، وتلاشي القميري. والطقس السائد في الأيام الأولى من الوسم رطب وتكون الرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة رياح شمالية غربية لا تدوم طويلاً مع برودة ملحوظة في آخر الليل. وما شهدته بعض المناطق من أمطار خلال هذه الأيام داخلة في حيز الوسم، وخلال هذه الفترة سنتأثر بمنخفضات جوية تصدرها هضبة البحيرات في شرق إفريقيا، ومن عادة هذه المنخفضات أنها تسبب هطول أمطار بين حين وآخر، ويتمثل ذلك بهبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية تتكاثر معها السحب وتنزل معها الأمطار ومطر الوسم ولو كان قليلاً هو مفيد للأرض لأنه ينبت الكمأة «الفقع» والنفل والروض وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي. وأول الوسم موسم انتقالي عنيف، ولهذا يحصل فيه تذبذب حاد في المنظومة المناخية الأمر الذي يجعل الأمراض الخريفية تنتشر بشكل متفشي، وما زالت الشمس تتدحرج ناحية الجهة الجنوبية من خط الاستواء استعداداً لموسم الشتاء القادم وعلى إثر ذلك تنخفض درجة الحرارة بالتدريج مع مرور الأيام خاصة أثناء الليل، وأشعتها لم تنكسر حتى الآن فما زالت ذات لسع حاد في الظهيرة، ولا يزال الجو حاراً نهاراً بارداً نسبياً في آخر الليل في هذه الفترة الزمنية ويعتدل الجو بعد عشرين يوماً تقريباً أثناء النهار وتزداد برودته أثناء الليل وتكثر فيه العواصف والرياح المحملة بالغبار والأتربة، وقد تكون ماطرة. وسيبدأ صغار وكبار السن بارتداء «الشتوي» في أول شهر صفر أما الشباب فلا يرتدون الملابس الشتوية إلا في أواخر شهر صفر.