أكد لـ "الاقتصادية" الدكتور عادل مرداد السفير السعودي لدى تركيا أن هناك سماسرة ومهربين وجهات مشبوهة تتصيد وصول الشباب إلى تركيا والتغرير بهم للذهاب إلى مناطق الصراع والتوتر، مشيرا إلى أن السفارة لم تعلم حتى الآن - وقت نشر الخبر - مدى صحة دخول الطالب مشعل السحيمي إلى الأراضي التركية من عدمه، مشيرا إلى أن السفارة أرسلت طلباً رسمياً إلى وزارة الخارجية وهي بانتظار الرد الذي سيكون مشفوعاً بمعلومات عن المواطن ليتسنى لها التواصل مع السلطات التركية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد تاريخ دخوله تركيا، وذلك قبل الخوض في تفاصيل أخرى تتعلق بانضمامه لـ "داعش". وفي الإطار نفى مرداد صحة ما يذكر من أن جهات رسمية تركية تسهل دخول المواطنين السعوديين للقتال في سورية دون منعهم، مبيناً أن مثل هذا القول مجرد مزاعم، لأن السلطات التركية ترتبط مع المملكة بعلاقات طيبة، مبيناً أنه لا توجد مضايقات من الجانب التركي بهذا الخصوص تجاه المواطنين الذين يحملون أوراقا نظامية وسارية المفعول ويحترمون البلد. وعن إمكانية طلب السفارة من السلطات التركية قائمة بأسماء السعوديين الذين دخلوا حديثاً إلى الأراضي التركية كحل سريع لمعرفة حقيقة دخول الطالب "السحيمي" إلى تركيا من عدمه، أشار مرداد إلى أن السلطات التركية لا تعمل بهذه الطريقة، مشيراً إلى أنهم طلبوا الاسم متطابقاً مع الجواز ورقمه حتى يتمكن لهم الإجابة عن أي استفسار من السفارة. ولفت مرداد إلى أن السفارة السعودية في تركيا لم يردها حتى الآن أي طلب من وزارة الخارجية مشفوعاً باسم الطالب الكامل ورقم جوازه، وذلك حتى تتحرك السفارة مع السلطات التركية، قائلاً "من أين نأتي بمعلومات الطالب، وكيف لنا أن نعرف اسمه المسجل في الجواز، فيما لو كانت عائلته السحيمي أو البلوي"؟ وعن إمكانية تحديد النقاط التي يكثر منها التسلل إلى الأراضي السورية وإرسال مندوبين من السفارة التركية إليها، خصوصاً بعد تكرار حالات دخول المواطنين إلى الأراضي السورية عبوراً بتركيا، وخطط الوزارة لتجنب ذلك مستقبلاً، أوضح مرداد أن لتركيا حدوداً مع سورية بطول 900 كيلو متر، قائلاً "في أي نقطة من هذه المسافة الكبيرة علينا أن نحددها ونغطي"؟ وأكد مرداد أن هناك منافذ رسمية محدودة، ولكن المهربين ينشطون على طول الحدود الممتدة، الأمر الذي تصعب معه تغطية كل شبر من هذه الحدود. إلى ذلك، أوضحت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا أنها تتابع قضية مقتل المواطن السعودي فهد بن إبراهيم بن فهد الدويرج - رحمه الله - الذي قتل يوم أمس الأول في مدينة ماردين التركية خلال وجوده مصادفة وقت اندلاع المظاهرات في المنطقة. وأفادت السفارة في بيان صحافي أمس، بأنها قامت على الفور بالتواصل مع السلطات التركية بطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق العاجل حول ملابسات مقتل المواطن السعودي وإفادة السفارة بالنتائج كما طالبت السفارة بتقديم الجناة إلى العدالة بناء على ما تسفر عنه نتائج التحقيق. وأضافت أنها وجدت تجاوبا فوريا من الحكومة التركيَّة وإيلاء القضية اهتماما كبيرا وإيفاد محققين إلى مكان الجريمة، وأن السفارة ستتابع هذه القضية مع السلطات التركية من كثب وإحاطة السلطات المختصة في المملكة وذوي الفقيد بذلك. وأردفت أنها تواصلت مع شقيق الفقيد وتقدمت له ولأسرته بخالص العزاء والمواساة في هذا المصاب الجلل وأن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وغفرانه، وقامت بواجبها في تقديم المساعدة اللازمة لإنهاء الإجراءات لنقل الجثمان إلى المملكة. وأكدت السفارة على عموم المواطنين الزائرين لتركيا ما سبق أن أصدرته بضرورة توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن المشبوهة ومناطق التجمعات وتلك التي تشهد توترات بسبب الحرب الدائرة في سورية، وعدم التردد في الاتصال بها أو القنصلية العامة في إسطنبول لطلب المساعدة عند الحاجة.