منذ أربع سنوات والنفط يتماسك عند مستويات 90 دولارا وأكثر، الأسباب ليست اقتصادية خالصة، بل لأسباب أخرى سياسية، فما يحدث بإيران "مقاطعة" ثم العراق وليبيا من حرب أهلية وعدم استقرار ساهم بصورة كبيرة في شح المعروض النفطي وهي دول نفطية مهمة وعضو في منظمة "أوبك"، كذلك بروز الدور الكبير للنفط الصخري "الأمريكي" الذي قلص الواردات النفطية لأمريكا. هذه عوامل أساسية ومهمة ساهمت في رفع أسعار النفط وتجاوز مستويات المئة وحتى 110 دولارات لفترات محدودة. فماذا حصل الان لكي يتراجع النفط ويكسر مستويات 90 دولارا ونحن مقبلون على شتاء "قارس" أوربيا وأجزاء من امريكا الشمالية؟ إذاً يمكن اختزال أسباب انخفاض النفط بعاملين أساسيين هما "النفط الصخري الأمريكي – والنمو الاقتصادي" وواضح أنهما عاملان لن يدوما طويلا، فالنفط الصخري لن يكون مجديا حين ينحفض دون مستويات 80 إلى 70 دولارا فهو مكلف جدا اليوم قياسا بالنفط بدول "الأوبك" الذي يقارب 4 دولارات كتكلفة إلى 7 دولارات فقط، وهذا يعزز أهمية النفط "الأحفوري" فلا قلق ولا خوف على أسعار النفط وفق هذه المعطيات اليوم. ولكن، سأنظر على أن انخفاض النفط وتراجعه أنه إيجابي ومفيد، فهو سيعني انحسار التضخم والتكلفة لكل مخرجات الصناعة، سيعني وفر النفط وعدم استنزافه، سيعني البحث عن بدائل لمصادر دخل ذات قيمة مضافة وأهمية عوضا عن النفط، استثمار الاحتياطيات افضل استثمار لتعظيم الدخل وهذا مهم، السعر المتوازن هو ما يخدم ويفيد المنتج والمستهلك، ولاننسى أن الضريبة على النفط بالدول الأوربية كمتوسط لا يقل عن 50% للتر من سعر شرائه، وهذا ما يعزز ان النفط ليس غاليا على الدول الأوربية ولكنهم يحصلون على قيمة ما يشترون أو معظمه من الضريبة المفروضة، فماذا يخسرون؟ النمو الاقتصادي هو التحدي الحقيقي وأمريكا خرجت من أزمتها وركبت قطار النمو ليس السريع ولكن بمساره، اقتصاديا لا قلق ابدا على النفط فلا بدائل، وهي مراحل تقلبات سعرية ارتفاعات 4 سنوات لن يضيره تراجع 4 أشهر على سبيل المثال، والمستقبل للنفط الأحفوري أو "أوبك" مسألة وقت، مرحلة التقاط انفاس اليوم، وهذا ما يجب أن يعزز الفرصة لنا للبحث عن البدائل وهي دروس مفيدة يجب ان نعمل على الاستفادة منها بأقصى درجة. تصحيح وتنويه : كتبت مقالا هنا قبل أيام بعنوان "اكتتاب البنك الأهلي علامة تحول" ووردت عبارة "اعلى اكتتاب بالمنطقة يحدث حيث سيجمع ما يقارب 22,5 مليار ريال (500 مليون سهم بسعر 45 ريالا) وهذا سيدعم احتياطيات البنك المالية مستقبلا" الصحيح انها "تخارج" ولصالح صندوق الاستثمارات العامة وليس للبنك لذا لزم التنوية والتصحيح والاعتذار.