فاصلة: (ترتكز الحضارة أساساً على تقليص العنف) سيدات مجلس الشورى على اختلاف فكرهن موضع احترام لأنهن يدفعن ضريبة الكرسي الذي يجلسن عليه خصوصاً اللواتي لا يستخدمن الوصاية الفكرية. ويمكن أن يكون الهجوم المقزز عليهن عبر شبكة الإنترنت متسقاً مع ارتباك مجتمع يحاول أن يتعافى من إصابته بمرض الصدمة من خروج المرأة من شرنقة النمطية. بعض الهجوم على سيدات مجلس الشورى يلبس لباس الدين ليمرر شرعيته ويخرج من عباءته الأصيلة التي لا تسمح بالإساءة لاي إنسان. وبعضه يلبس لباس الدين السياسي ليحرض المتلقي على خطرهن الإيديولوجي على أمن الدولة. أفهم أن يفعل ذلك بعض الرجال. لكن أن تقوم النساء بالهجوم على النساء فهنا يحضرني تعريف «ميشيل فلوود» لـ(الميسوجينية) «كراهية النساء» إذ تقول: (وعلى الرغم من انتشار كراهية النساء بين الرجال على وجه التحديد، إلا أنها تمارس أيضاً من قبل النساء تجاه بعضهن بعضاً، أو حتى تجاه أنفسهن. أن كراهية النساء (الميسوجينية) هي بمثابة نظام فكري وإيديولوجي صاحب المجتمعات الأبوية أو الذكورية منذ آلاف السنين). ما الذي يمكن أن تستنتجه وأنت تشاهد تسجيلاً طويلاً في قناة «يوتيوب» لامرأة سعودية - لم تعلن اسمها وإن كانت معروفة ولم تظهر صورتها فيه وإن كانت تظهرها في أماكن عامة أخرى- وهي تهاجم فيه بعض سيدات مجلس الشورى بأسمائهن ويحتوي على اتهامات مقززة بلا دلائل؟ أرجو ألا نردد مقولة المرأة عدوة المرأة، فالمرأة كما تقول الباحثة النسوية «عزّة بيضون» ليست عدوّة للمرأة بشكلٍ خاص، العدائية تماماً كالكره والحسد، مشاعر نشترك فيها جميعاً، نساءً ورجالاً). ومعنى ذلك أن عداء المرأة للمرأة ليست ظاهرة لا يمكن مواجهتها وتعديلها بل هي واقع يمكن مواجهته والتصدي له. إذا أردنا أن نتجه للتحليل النفسي فإن النساء اللواتي يشتمن سيدات مجلس الشورى مثل معدّة ذلك التسجيل أو نساء أخريات يحاولن الإساءة إليهن بشكلٍ أو بآخر -فقط لأنهن ينادين بحقوق المرأة المشروعة التي سُلبت بفعل الأعراف - هن بشكل أو بآخر لديهن كره للذات الانثوية يسقطنه على غيرهن من النساء بشكلٍ لا واعٍ وهو كره تستمر وطأته ثقيلة على مشاعر الإناث حتى في اجتيازهن لمرحلة النضج العمري. هذا الكره مشكلته أنه بدأ منذ الطفولة واستقر في الرشد لأنه وجد تعزيزاً من المنظومة الأبوية التي تستهدف السيطرة على النساء. هذا يعني أن الشخصية ذاتها يوجد لديها إشكالية في قبول الأنثى كإنسان، وربما بشكلٍ أو بآخر تخضع أولئك النسوة العنيفات جهودها في ترسيخ الكراهية للنساء عبر التركيز على خروجهن على القالب التقليدي، وبالتالي إخافة المجتمع منهن. لذلك على أولئك النسوة التركيز على معالجة أنفسهن فسيدات مجلس الشورى باقيات شامخات كما أردن وأرادت لهن القيادة السياسية.