مرّ اليوم الوطني، كما يمر كل عام، وترك لنا ذكريات طلعات البر أو التمشيات في شوارع التسوّق والمقاهي أو الرقص والمعاكسات ومضايقة المارة. نحن لا نجعل من اليوم الوطني مناسبة فاعلة، بل مناسبة مفعول بها. ولكي يكون كالأولى وليس كالثانية، ينبغي أن نتحرك تحركاً إيجابياً لتنفيذ الأفكار التي تجعل منه مناسبةً حافلةً بالاعتراف بالإنجازات التي أنجزها المبدعون في شتى المجالات. وبذلك، سنكرّس الوطن كقيمة حقيقية، يتشبث بها المواطن، بعيداً عن الاحتفالات الشكلية التي لا تضيف شيئاً ولا تحفز أحداً. أتمنى على الأمير تركي بن عبدالله، أمير منطقة الرياض، عاصمة الوحدة الوطنية، أن يتقبل اقتراحي بتخصيص جائزة سنوية، اسمها «جائزة ذكرى الوطن»، تُمنح لأبرز المبدعات والمبدعين من كل أنحاء المملكة في شتى المجالات خلال العام. وتتضمن احتفالية الجائزة برنامجاً ضخماً ثقافياً وفنياً يليق بهذه المناسبة، وتوجّه الدعوة لكبرى شركات الاتصالات والبنوك والوكالات العالمية، لرعاية الجائزة ومبالغها المالية التي يجب أن ترقى إلى قيم عالية، لكيلا نصبح أمام جوائز هشة وضعيفة، تشبه جوائز تكريم المتقاعدين! وأستطيع أن أعرض بالتفصيل للآلية المناسبة التي ستحقق لهذا المقترح النجاح المأمول. إن الاحتفال بالوطن بهكذا ممارسة، سيكون مرتبطاً بالانتماء وبالتحدي والإنجاز، في كل المجالات العلمية والتقنية والطبية والهندسية والإعلامية والتعليمية والتربوية والشبابية. وهذا كله سيتحقق في غمضة عين.