رعى معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ الحفل السنوي الرابع والثلاثين لتكريم حفظة كتاب الله الكريم لهذا العام الذي أقامته الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة بفندق هيلتون جدة بحضور أصحاب السمو والمعالي والفضيلة والسعادة وجموع غفيرة من أهالي الحفظة والحافظات لكتاب الله الكريم ، وأكد المهندس عبد العزيز حنفي رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة خلال الكلمة الافتتاحية للحفل أن تكريم ألف حافظ وحافظة لكتاب الله الكريم إنجاز قياسي جديد جاء نتيجة عمل متواصل وجهود ضخمة بذلها الصرح القرآني " خيركم " الذي يسعى جاهداً بفضل من الله وتوفيقه ثم بدعم ولاة الأمر حفظهم الله ، ودعم المحسنين لتحقيق الخيرية من خلال ربط فئات المجتمع بالقرآن الكريم وتهيئة بيئة تربوية آمنة وجاذبة تشجع الإبداع والمبادرات باستخدام أحدث التقنيات ، واستثمار الكوادر المتميزة... وعدد المهندس حنفي إنجازات خيركم بحصولها على جائزة أفضل جمعية في العالم كما أصدرت أول دليل بعنوان " أوعية تعليم القرآن الكريم حتى عام 1433هـ ، ونظمت ملتقى التجارة التربوية النوعية على مستوى المنطقة لإعداد مشاريع بحثية ، ودراسات ـ كما قدمت العديد من البرامج وعقدت شراكات لخدمة المجتمع ، وتحمل على وضع تخطيط استراتيجي جديد لطموحاتها. وفي نهاية كلمته أعلن المهندس حنفي : " أن خيركم تكرم كل عام شخصية مؤثرة في مسيرة أهل القرآن في بلادنا المباركة ، ومن المخايل الحسنة والمقامات المستحسنة أن تكون الشخصية المكرمة هذا العام هي مقام ولي عهد هذه البلاد الطيبة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الحفيظ وتولاه جزاء ماقدم ويقدم من جهود مبرورة مشكورة من دعم ومسابقة تنافسية شهيرة يسهم فيها الراغبون ويتنافسون فجعلها الله في موازين حسناته يوم لقائه، وجزاه الله عنا وعن أهل القرآن خير الجزاء وأتمه " . واختُتم الحفل بكلمة ضافية من معالي وزير الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ـ رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ تحدث من خلالها عن الدور الرائد الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً في مجال الدعوة وما يقدمونه من أعمال جليلة وجهود عظيمة خدمة لكتاب الله الكريم ، واعتبر معاليه أن تخريج هذه الأعداد الغفيرة من حفظة وحافظات كتاب الله إنما هو نصر مبين من الله العلي القدير لهذه البلاد الكريمة بلاد الحرمين الشريفين ، وأمة الاسلام رفعت بهذا القرآن العظيم الذي أكرم الله به العرب حيث كان لا ذكر لهم ولا شأن لهم وقتها فرفعهم الله بالقرآن وجعلهم أعظم الأمم واستطاعوا فتح الأمم بالقرآن ، وانتشر الاسلام فانتشرت اللغة العربية في ربوع العالم بالقرآن الكريم ... وأن قوة المسلمين عبر التاريخ تكمن في قوة القرآن الكريم ، والأمة القوية لابد لها من أعداء . وأعداؤنا يريدون إضعاف اللغة العربية وبالتالي إضعاف تمسكنا بكتاب الله الكريم ، ويريدون تفرقتنا ... ولكن الله حمى أمتنا ، وبعد أن كانت محصورة في قبائل العرب صارت تعم العالم أجمع وكل من تحدث العربية أصبح من العرب سواء كان أصله عربيا أو غير عربي ،وهذه القوة هي سر قوة الاسلام والعروبة في مواجهة الاستعمار الذي حاول اضعافنا في لغتنا واحتل اغلب بلاد العرب ، ويحاول دوما أن تبقى أمه العرب في فرقة وخلاف وأن لا تجتمع هذه الأمة وتتفرق وتتقاتل وتُحاك المؤامرات من القوى الاقليمية والعالمية المختلفة على العروبة والاسلام واليوم يا حملة القرآن .. حبى الله بلادنا بالقرآن الكريم وحماها بالقرآن الكريم . اليوم إذا أردنا أن نفهم بعض ما يجري وما جرى حولنا خلال الثلاثين عاما الماضية إلى اليوم فإنها تكاد تكون جميعها محاولات متكررة من قوى متعددة لإضعاف أمتنا بما فيها الجزيرة العربية وما يؤول ذلك من إضعاف لبقية الدول العربية والاسلامية بتعاون مع كل من يريد إضعاف هذه الأمة وجميعها تتفق على محاولة اضعاف العرب لأن القرآن الذي نزل بلسان عربي مبين هو سبب الوحدة التي يتآمرون عينا بسببها لمحاولتهم تشتيتنا ، وكلما تمسكنا بالقرآن زادت قوتنا ووحدتنا ..وإن وحدة هذه الأمة أمر مطلوب ، وتكمن في تكاتفنا وتلاحمنا ووعينا وتمسكنا بالقرآن الكريم والأخذ بهديه وهذا القرآن للحكم به والتعريف به لمن يحبنا ومن لا يحبنا ... إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ... هذا القرآن والسنة النبوية هما المرجع لمن أراد وحدة هذه الأمة .. فكل تمسك بالقرآن وهديه وحكمه يعني القوة وكل بعد عنه يعنى الفرقة والاختلاف ، والذي يريد تحقيق الوحدة الوطنية والعربية والاسلامية يسعى جاهدا لتحكيم القرآن الكريم وقدرة هذه الأمة على تكاتفها واجتماعها على القرآن الكريم الموحد للقلوب والجامع من الشتات ... والمملكة العربية السعودية اليوم تحمل لواء الدفاع عن العروبة وتحمل اليوم لواء الدفاع عن الاسلام والقوة الاسلامية ... دولتنا ومنذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تحمل لواء الاسلام ، وهي متمسكة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والحكم بشرع الله والدفاع عن الاسلام والعروبة عبر تاريخها المشرف المجيد. وفي نهاية الحفل قدم معالي وزير الشؤون الاسلامية الشكر والتقدير للمهندس عبد العزيز حنفي ولكافة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بمختلف مناطق ومراكز المملكة ، وسلم العشرة الأوائل جوائزهم التشجيعية والتي تمثلت في سيارة لكل منهم مع مبلغ مالي مقدم من أهل الخير ـ كما أعلنت العديد من الجهاد تكفلها بفروع جديدة في مجال المسابقة والتنافس على حفظ كتاب الله خلال الأعوام القادمة.