الجهل والادعاء عبدالله فراج الشريف مما يثير الإستغراب والعجب في مجتمعنا أن يدعي الجاهل معرفته بالطب بل ويزيد في الإدعاء كبرا حينما يزعم أنه يستطيع شفاء من عجز الأطباء عن علاجه ، ويجد من الناس من يصدقه ويبذل له من الأموال الكثير أو يدعي أنه فعل ذلك ليغر به اناس آخرين . فقد رأينا أمرأة تدعي علاج مرض يجمع الاطباء أن علاجه حتي الشفاء التام مستحيل ، وهو مايدعي التصلب اللويحي ، بمجرد لبخة لاتعرف مكوناتها ، ولاتصرح بها هذه المرأة ، وتعالج بها كما تزعم هذا المرض فيشفي المريض بعد عدة جلسات ، وهو الامر الذي اذا عرضته علي العلم رده دون ادني تفكير ، وسبق أن سمعنا عن آخر من عامة الناس يدعي انه يشفي مرضي السكر بما يصنعه لهم من دواء اكتشف أنه مجرد نواة التمر يسحقها ويضيف اليها اعشابا ثم يكورها كرات صغيرة يعطيها مرضاه لأيام ليشفوا كما يزعم ، وأدي ذلك الي تفاقم حالات هؤلاء المرضي ودخولهم في غيبوبة سكر نتج عنها كوارث ، وفي زمن مضي كان راقيا يزعم أنه يشفي سائر الامراض ، بمجرد أن يجعلهم يتناولون ماء ويدلكون أجسادهم بزيت زيتون ، وكان يدعي شفاء كل الأمراض النفسية بالقراءة علي جمع من المرضي نساء ورجال ، وكان بيته في المدينة مزارا لكثير من المرضي حتي أنه نشأ عنده سوق يبتاع منه زائروه مايحتاجونه من الماء وزيت الزيتون والآنية التي يوضع فيها ، ويقدم الطعام والاشربة للمنتظرين الدور حتي ضج جيرانه من هذا الاضطراب والصخب عند بيوتهم ، ثم اتضح بعد ذلك ان كل هذا مجرد أوهام واعترف الطبيب المزعوم أنه متطبب لا علم له بالأمراض ولا أدويتها ، كما هي حال المرأة التي روجت لها قناة تلفزيونية وكتبت عنها مقالا في جريدة المدينة ، والجهل اذا ضم الي الرغبة في الثراء السريع حيث أن هؤلاء المتطببين في الغالب يطلبون من المرضي اموالا طائلة بدعوي انهم سيخلصونهم من امراض يعجز الاطباء عن معالجتها ، والغريب أن الجهات الرسمية قل أن تلاحق هؤلاء حتي لايغشوا الناس ويستولوا علي أموالهم بغير حق ، في زمن الطب فيه يتطور والنجاح في علاج كثير من الأمراض يشمل أكثر الأمراض ولاحاجة للناس الي اللجوء الي هؤلاء المخرفين الادعياء ، ولو اننا احكمنا المراقبة لمثل هؤلاء لمنعنا عن الناس شرورا كثيرة ، ولكنا نحتاج مع هذا الي مراجعة منظومتنا الصحية حتي تقدم للمواطنين خدمات سريعة تغنيهم عن البحث عن الشفاء عند صناع الاوهام فهل نفعل هو مانرجوا والله زلي التوفيق .