هممت بالكتابة عن المنتخب السعودي لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة منذ أن حقق بطولة كأس العالم عام2006م وحينما كررها للمرة الثانية عام 2010 ترددت كثيراً ولم أكتب سوى تهنئة مختصرة أشبه بتأدية واجب،أما أن يحققها للمرة الثالثة على التوالي ويحتفظ بالكأس للأبد فلابد أن هناك(سر) أو مجموعة أسرار وهي في الواقع ماكنت ابحث عنه كـ(مسببات)حقيقية ساهمت في تحقيق هذا المنتخب والاتحاد الذي يرعاه لمثل هذا الإنجاز(الأسطوري). -لن أبالغ إن قلت أن كثيرين مثلي أصابتهم الدهشة ولست وحدي من يبحث عن تفسير يكشف للجميع هذه المسببات والتي تحتاج إلى تكوين لجان أو لجنة تضم رجال متخصصين من ذوي الخبرة في كافة مجالات الرياضة لتقوم بمهمة دراسة هذا المنجز العالمي(الخيالي) وعمل أبحاث علمية حوله والذي يجب أن لايمرمرور الكرام ومن ثم تقديم نتائج وتوصيات لهذه الدراسة والأبحاث لتستفيد منها الاتحادات الأخرى وعلى وجه الخصوص الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي كان ومايزال على مختلف مراحله منذ أن تأسس عاجز تماماً عن بلوغ هذه الإنجاز وحسنته الوحيدة كانت عام1994عندما وصل لدور(16)في بطولة كأس العالم التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية. -كم هائل من التساؤلات دارت في رأسي لعلني أوافق في الوصول إلى إجابات أو حتى إجابة واحدة تمكنني من الكتابة التي تجعل فيما أطرحه رأيا(مفيدا)إلا أنني أصدقكم القول لم أستطع ومن المؤكد أن هذا الكم من التساؤلات التي أجمت(مخيخي)الصغير الفقير جداً سوف تهتم وتستعين بها أعضاء اللجنة أو اللجان التي اقترحت بتكوينها أن لم تكن ستفرض نفسها على طاولة أول اجتماع يعقد، وهذه الأسئلة هي:- -هناك من دول المنتخبات التي تجاوزها المنتخب السعودي للإعاقة الذهنية من سبقونا بعقود بالاهتمام بهذا المجال وبمراحل فكيف استطتعنا التغلب عليهم، طبعا الإجابة بسيطة تكمن في الجهات(المختصة)عندنا التي من خلال اهتمامها بهذه الشريحة وكيف سخرت الإمكانات المادية والبشرية والعلمية لخدمتهم وتفوق وكان له أثره البليغ والواضح عن طريق استفادة الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة منه عبر منتخب حقق هذا الإنجاز الخرافي. -المواهب الكروية لدينا فيما يخص ذوي الاعاقات الذهنية هل هي تتميز عن مواهب الدول التي شاركت في بطولة كاس العالم ثلاث مرات،والاجابة هنا تأتي بنعم، بما يعني أن الاهتمام بهذا المواهب هو من ساهم في تطويرها وبالتالي حصد هذه المنجزات المشرفة جداً. -فيما يتعلق بالمدرب الوطني د. عبدالعزيز الخالد الذي يتولى مهمة تدريب هذا المنتخب مادام أنه على هذا القدر من الكفاءة التدربية ، لماذا لم نراه مدرباً لأحد الأندية السعودية بعدما كان له دور كبيرفي تحقيق كأس العالم لثلاث مرات أو حتى للمنتخبات الوطنية الأخرى ،أم أن هناك فرق كبير وشاسع، وهنا بمنتهى الصراحة لا أملك الأجابة الصحيحة والمقنعة. -كل هذه التساؤلات(الثلاثة )من الممكن تحويلها في اتجاه يخص اتحاد كرة القدم الذي لايعاني من أي إعاقة ذهنية ونفس الشيء للمواهب الموجودة في أنديتنا ومن يتم اختيارهم للمنتخبات الوطنية والمدربين بكافة جنسياتهم، لماذا تفوق منتخب الاحتياجات الخاصة في مجال (الإعاقة الذهنية) والمهتمين بهم على كل هؤلاء وعلى جميع العقبات ونجحوا في تحقيق انجاز أسطوري للوطن وللكرة السعودية؟ -لن(أتفلسف) وادخل في عالم الفلسفة الوسيع أبوابه ودهاليزه أنما سوف أترك الإجابة على كل هذه الأسئلة(معلقة) لمن لا يعانون من أي إعاقة ذهنية حيث إنني وبعد هذا العمر الطويل في مجال العمل الصحفي متخصصاً ومحترفاً الكتابة بالمجال الرياضي أجدني(معاقاً)ذهنياً في عدم قدرتي على معرفة(الفرق)ولهذا فأنني (أتشرف) بالانضمام إلى اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديداً منتخب الإعاقة الذهنية ولهذا اخترت عنوان(لماذا حققنا كأس العالم للمرة الثالثة) ولأبارك لنفسي ولهم أولاً وأخيراً ماعجز عن بلوغه (الأصحاء) بالكرة السعودية من مسؤولين ومواهب كروية ومدربين. -معلومة أخيرة مهمة حول من يحق لهم من اللاعبين المشاركة في منافسات كأس العالم من ذوي(الإعاقة الذهنية)حسب قراءتي لمقال نشر بجريدة الرياض قبل أربعة أعوام للدكتور ماهر بن سعد الجديد هم(1) أن تكون نسبة الذكاء 75 أو أقل . ومن الناحية العلمية فإن الحصول على 75 بمقياس وكسلر لا تعني التخلف الذهني بل هي في نقطة الحدود ما قبل القصور العقلي.2) أن يكون هناك قصور في السلوك التكيفي حسب الفحص النفسي النظري والعملي بما في ذلك قصور في القدرة الفهمية أو النواحي الاجتماعية أو الترفيهية أو التحصيل الدراسي أو العملي أو التوجيه الذاتي أو التواصل مع المجتمع المحيط أو القدرة على الاستجابة للتغيرات المحيطة والبيئة أو الدراية بالصحة أو السلامة.3) أن يكون أي من القصور مكتسباً قبل بلوغ الشخص سن 18 عاماً من العمر . ويشترط الاتحاد الدولي إرسال نتائج الفحوصات النفسية للاعبين ويقوم بدراستها في لجنة " أهلية المشاركة " والتي يشرف عليها بروفوسورات من دول العالم المختلفة. بعد ذلك يتخذ القرار إما بالمشاركة أو رفض طلب التسجيل أو إرسال استفسارات ومعلومات أكثر عن اللاعبين.واستطاع الاتحاد السعودي ممثلاً بلجنته الطبية الاستعانة بخبراء في علم النفس والطب النفسي وإجراء الفحص للاعبينا وتسجيل 21 لاعباً في لائحة الاتحاد الدولي.