أكد مختصون اقتصاديون ومزارعون يعملون في النخيل تكبد القطاع الزراعي في محافظة القطيف خلال 4 عقود الماضية خسائر وصفت ب"الفادحة جدا"، وشددوا ل"الرياض" في مهرجان النخلة المقام حاليا في محافظة القطيف على أن الواحة الزراعية بالقطيف تخسر كل عام 400 مليون ريال مقارنة بما كانت تنتجه قبل 4 عقود، مؤكدين أنها كانت تمثل نحو 25% من مجموع ثروة الوطن من النخيل، إذ بلغت عام 1964 مليون و250 ألف، وبلغ إنتاجها 40 ألف طن. وازداد عدد النخيل ودخله الاقتصادي عام 1984، إذ بلغ عددها المسجل مليون و500 ألف نخلة، تنتج 48 ألف طن، فيما تقلصت أعداد النخيل ومُني القطاع بخسائر فادحة منذ ذلك الحين، إذ انخفض معدل تواجد النخيل لأدنى مستوى حاليا، إذ يبلغ العدد الحالي نحو 250 ألف نخلة مسجلة، تنتج 8000 طن فقط، وأبان الاقتصاديون بأن خسائر النخيل المستمرة تقدر بنحو 84% من أصل مجموع النخيل في المحافظة التي لم يبق من نخيلها حاليا، إلا نحو 16.6% من الأشجار. وأشار المختص بشؤون النخيل مؤيد القريش إلى أن إنتاج محافظة القطيف من التمر حاليا يبلغ 8000 طن، وأن هذا القطاع يستثمر فيه نحو 250 ألف منتج، ما يعني انحسارا كبيرا في القطاع الزراعي الذي كانت القطيف تعتمد عليه فيما مضى كمنطقة زراعية، وأضاف: "إن معدل إنتاج التمور قبل نحو 3 عقود كان يبلغ 48 ألف طن، ويفترض أنه كان يغذي نحو 5000 أسرة، ويخلق نحو 5000 وظيفة، فيما تشير الإحصاءات الاقتصادية إلى أن الخسارة السنوية الناجمة عن فقدان ثروة التمر تبلغ في المحافظة نحو 400 مليون ريال"، مشيرا إلى أن هناك نحو 5 أطنان لم يتم تسجيلها في الرصد وتعود لمزارعين، ما يعني أن التقدير الحقيقي يبلغ نحو 13 ألف طن حاليا. فيما عزا المهتم بالجوانب الاقتصادية للنخلة مالك السعيد الأسباب التي أدت لتراجع المنتج الزراعي الأبرز إلى تقلص المياه في المحافظة التي فقدت ثروتها المائية، ممثلة في العيون الطبيعية، فيما تغذي العيون الصناعية حاليا ما تبقى من رقعة زراعية، وتحول المناطق الزراعية إلى مخططات، وتحول اعتماد العائلات بالمنطقة من الزراعة إلى العمل في الشركات، مثل الجانب النفطي، وذلك لغياب التجهيزات الاقتصادية للقطاع الاقتصادي الكبير في الجانب الزراعي وقال: "لم يتم معالجة هذه المسألة بطرق اقتصادية حديثة، ولم تبتكر وسائل لتصدير المنتجات الخاصة بالنخلة التي تعد الأسهل حاليا، كما كانت الحال عليه سابقا، إذ كانت التمور تصدر بكثافة للهند". وأضاف السعيد: "إن النخلة لا تحتاج، إلا لمياه قليلة جدا، ولا تحتاج لتسميد كثيف، وهي شجرة قوية ومناسبة للبيئة المحلية"، مشددا على أن الوضع الحالي يمكن من افتتاح رجال الأعمال لمصنع تمور مهمته الاعتماد على المنتجات التي توفرها النخلة التي تبلغ نحو 50 منتجا، مثل التمر، الحبال، السعف، الجذوع، الرطب، الدبس وتشعبه في منتجات كثيرة داعيا وزارة الزراعة للعمل الجاد في إعادة إحياء مزارع النخيل للمزارعين.