ارتفع الطلب على الريال السعودي خلال الاسبوعين الماضيين بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي الامر الذي اسهم بشكل كبير في ارتفاع سعر صرفه مقابل العملات الاجنبية خاصة العملات من الدول الاسلامية وهذا الطلب عزز من قيمة الريال السعودي. وبحسب خبراء ماليين فإن نسبة 80% من الحجاج القادمين عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية لديهم ثقافة في تبديل العملات ويعمدون إلى صرف عملاتهم من بلدانهم بعملة الدولار الأمريكي لثبات سعر الصرف وارتباط الدولار بالريال السعودي، أما النسبة المتبقية من الحجاج فيعملون على تبديل عملاتهم في الحرمين الشريفين، وتكون عملاتهم إسلامية ومنخفض سعر صرفها وبهذا يرفع قطاع الصرافة أرباحه. واوضح الخبير المالي وعضو جمعية الاقتصاد السعودي محمد بن فريحان ان اسباب ارتفاع الطلب على الريال السعودي خلال موسم الحج باتت اسبابًا طبيعية نظرًا لارتفاع نسبة الزائرين للبلد، مثله كمثل اي بلد سياحي يتزايد الزوار عليه فتتم زيادة الطلب على الصرف بعملة البلد المقصود لها وأيضًا من اسباب الطلب على الريال السعودي انه بالمملكة يتم التداول بالريال السعودي فقط بين زوارها، وعدم امكانية التداول بالعملات الاخرى، فهنا يكون لحجاج بيت الله الحرام الاستبدال فور وصولهم الاراضي السعودية بعملة الريال، ومن هنا تنشط عملية الصرف في الحرمين الشريفين وتزداد ربحيتها لقطاع الصرافة لوجود عمولات فرق الصرف. وقال ابن فريحان إن حجم الطلب على الريال السعودي في السوق المحلية في أوجّ ازدهاره وانتعاشه، وذلك يعود الى ارتفاع الطلب على الريال السعودي خلال الأسبوعين الماضيين نظرًا لازدياد أعداد الحجاج القادمين من جميع الدول في العالم، وهذا لا شك عزز من قيمة الريال السعودي مقابل العملات الاجنبية. وعن تأثر قيمة الريال السعودي في موسم الحج بالعملات الأجنبية أشار ابن فريحان الى ان التأثر إيجابي بزيادة فرق عمولات الصرافة من عملة أجنبية الى عملة الريال، لكن الأغلبية الحجاج او القادمين من دولهم اصبحوا لا يحضرون بعملات بلادهم بل بعملة الدولار الأمريكي لثبات سعر الصرف، والريال السعودي مثبت سعر صرفه بالدولار، فليس هناك فائدة كبيرة تذكر مثلًا لو ان الصرف بعملات غير الدولار. وعن مستقبل الصرافة في السنوات القادمة ذكر أنه سيزدهر اكثر لاسيما ان الدولة تعمل على توسعة الحرمين لاستقبال أعداد اكبر خلال السنوات القادمة. من جهته أوضح الخبير المالي وعميد كلية العلوم المالية بجامعة المؤسس الدكتور عبدالرحمن الصنيع أن الإحصائيات والبيانات حول الأثر الاقتصادي في الريال السعودي بسبب موسم الحج تظل غائبة، ولكن جميع المؤشرات تدل على أن هناك ارتفاعًا في الطلب على الريال في البلدان التي يفد منها ضيوف الرحمن مؤكدًا أن من عوامل استقرار سعر الصرف بالنسبة للريال السعودي إضافة إلى ارتباطه بسعر صرف الدولار الطلب على عملة الريال خلال مواسم الحج والعمرة والزيارة موضحًا أن المواسم الدينية أسهمت في تثبيت سعر الريال نتيجة ارتفاع الطلب عليه من خارج المملكة وبالتالي ارتفاع قيمته، وأن الأموال المنفقة داخل المملكة تلعب دورًا بارزًا في عملية الحركة الاقتصادية. يُشار الى ان دراسة متخصصة صادرة من جامعة ام القرى بالعاصمة المقدسة اشارت الى ان انفاق الحجاج والدخل القومي يسهمان في تخفيض سعر الصرف «عدد الريالات مقابل الدولار» بينما يؤدي العرض النقدي الى ارتفاعه. وتوصّلت الدراسة الى ان كل زيادة في انفاق الحجاج بمقدار مليار ريال يصاحبها انخفاض في سعر الصرف بنسبة 0.9% وزيادة الدخل القومي بمقدار مليار ريال يصاحبها انخفاض بنسبة 0.19% وزيادة العرض النقدي بمقدار مليار ريال يصاحبها ارتفاع في سعر الصرف بنسبة 0.12% علما بأن اثر الحج على سعر الصرف قد لا يقتصر على الاثر المباشر لطلب الحجاج للريال، وانما هناك اثر غير مباشر من خلال الطلب المشتق على الواردات لسوق الحج، حيث ينتعش الطلب على الواردات من السلع والخدمات من الاسواق الخارجية من طرف الوكلاء والتجار قبيل فترة موسم الحج لمواجهة طلب الحجاج اثناء الموسم. وهذا له أثر عكسي لأثر إنفاق الحجاج، لأن الطلب على الواردات مع ثبات العوامل الأخرى يؤدي الى رفع سعر صرف الريال مقابل العملات الاجنبية «زيادة عدد الريالات مقابل وحدة العملة الاجنبية»، وفي ظل ثبات الظروف الاخرى يعتمد صافي الاثر على حجم الواردات وحجم طلب الحجاج على الريال؛ فإذا كان طلب الحجاج على الريال أكبر من حجم واردات الحج فإن النتيجة المتوقعة انخفاض سعر الصرف عن متوسط قيمته، واذا كانت الواردات اكبر من طلب الحجاج على الريال فإن سعر صرف الريال سيرتفع عن متوسط قيمته، اما اذا ساوى حجم واردات الحج طلب الحجاج فإن المحصّلة النهائية ثبات سعر الصرف عن متوسطه.