×
محافظة تبوك

بلدية البدع تصادر 250 كجم من المواد الغذائية الفاسدة

صورة الخبر

ادعوك أيها القارئ العزيز إلى جولة في ذكريات رحلتي الإيمانية بالحج لهذا العام وقد ترددت في كتابة هذه المقالة ولكن قررت في النهاية كتابتها عسى أن يجعل الله فيها الفائدة. لم تبخل حكومتنا العظيمة بالمال ولا بالجهد في توسعة الحرم المكي ولا في المشاعر في منى ولم تبخل بتجنيد كل الجهود البشرية لخدمة ضيوف الرحمن ولكن لابد من وجود ثغرات في العمل البشري وقد وجدت من واجبي كمواطن وحاج أن أوصل الصورة الحقيقية إلى المسئولين لتحسين أو تغيير بعض الخدمات. سأحاول باختصار توزيع الخدمات حسب الوزارات المختصة 1- وزارة الداخلية: فالخدمات الجليلة التي تقدمها سواء بشرية أو إعلامية يعجز لسان المريء أن يكفيها شكراً, فالشكر لله أولا ثم لوزير الداخلية حفظه الله ولكن تبقى ملاحظات بسيطة يمكن أن تطور عملهم فمثلاً أ- في تفويج الحجيج من المطارات والموانئ إلى مكة لو نسقت مع الحملات لتكن بأوقات معينة مع التنسيق مع غرفة العمليات في وزارة الداخلية وإذا لم تلتزم الحملة بذلك حسب التصريح المعطى لهم فتسجل غرامة على الحملة وتحجز الحافلات في مواقف معينة إلى أن يحين الوقت المخصص لها. ويمكن تطبيق الشيء ذاته في تفويج الحجيج إلى عرفات سواء بالحافلات أو قطار المشاعر مع الحرص على الحزم في تطبيق ذلك عند تجاوز أي حملة الوقت المصرح لها وكذلك وقت معين لرمي الجمرات لكل حملة. أعتقد بأن عمل كهذا سيخفف الاختناقات المرورية الهائلة التي نشاهدها والتدافع العظيم في الجمرات وعند قطار المشاعر الذي يكون سبباً في إلحاق أذي جسدي ونفسي للحاج مما قد يجعله يتصرف بعنف ويؤذي بقية الحجاج. ب- تخصص بعض الطرق للحافلات فقط ويمنع دخول السيارات الصغيرة فيها مما يقلل من الزحام ويسرع في نقل الحجيج. ت- أتمنى لو تمنع السيارات الصغيرة في كل مكة وليس في مجال الحرم فقط في موسم الحج ويتنقل الجميع بالحافلات والقطارات ويدفع الحاج مبلغ بسيط يغطي مصاريف الحافلات عند حصوله على تأشيرة الحج من السفارات أو عند حصوله على تصريح الحج لحجاج الداخل وما عليه إلا إبراز هوية الحاج لصعود وسائل النقل. يعوض أهل مكة عن ذلك بالتنقل المجاني في تلك الحافلات والقطارات. ث- عدد رجال وزارة الداخلية كاف في معظم المشاعر ولكن غالبيتهم ليسوا من سكان مكة مما يجعلهم يجهلون المواقع التي يُسأل عنها وعن كيفية الوصول إليها مثلاً مكان ما في المشاعر أو كيفية الوصول إلى مخيم الحملة في منى, واقتراحي هنا لو زودت كل مجموعة من رجال الداخلية بحاسوب محمول مثل أي- باد يمكن من خلاله معرفة أي موقع في المشاعر أو المخيمات المسجلة في وزارة الحج مع خريطة تفصيلية بكيفية الوصول إليه إضافة إلى إمكانية إرسال هذه الخريطة إلى الهاتف النقال للسائل. ج- عدم وجود وسليه نقل للحاج في المشاعر مثل منى وعرفة ومزدلفة يمكن أن يطلبها الحاج للوصول إلى المسجد الحرام أو المشاعر أو الرجوع إلى حملته أو الذهاب إلى المراكز الصحية عند الطوارئ مما تجعل الحاج الطاعن في السن يعاني من الإجهاد والتعب وقد لا يتمكن من الوصول إلى غايته مما يؤثر على تأديته للنسك بيسر وسهولة, وأقترح هنا من وجود سيارات تعمل بالبطارية مشابهة لما هو متوفر في قطار المشاعر ولكن يكون في كل شوارع منى وعرفة ومزدلفة بعدد كافي وتسعيرة ثابتة يمكن استأجراها مباشراً من المواقف الكثيرة المخصصة لها أو طلبها عن طريق الهاتف أو مواقع الكومبيوتر. ح- أقترح أن يخصص أحد أدوار الرجم لسيارات البطارية فقط التي سبق واقترحتها ولا يسمح إلا لكبار السن والأطفال في استخدامها لحمايتهم مما قد يصيبهم من الزحام والتدافع. 2- وزارة الحج والأوقاف: لا شك بأن جهودها العظيمة مشكورة ولكن ما زال هناك فجوات كثيرة تتعب الحجيج فمثلا أ- عدم وجود الرقابة الفعلية الحازمة على مخيمات الحملات مما يدفع ضعاف النفوس من أصحاب الحملات على عدم التقييد بالمستوى المطلوب للخدمات المقدمة للحاج بحيث تتناسب مع فئة الحملة المسجلة لدى الوزارة. ب- عدم وجود مندوبين عن الوزارة في المطارات والموانئ لتسجيل تقييم الحجاج لحملاتهم بصورة خاصة والخدمات بصورة عامة مما يساعد الوزارة على تقييم مستوى الحملة وهل يتناسب والفئة التي صنفت فيها وكذلك تساعد على أخذ مقترحات الحجيج لتحسين الخدمات المقدمة لهم. ت- عدم وجود الرقابة على تفويج الحجاج إلى المشاعر بالأوقات المصرح لهم بها مما يجعل أصحاب الحملات لا يتقيدون بتلك الأوقات مما يزيد من التزاحم والتدافع وإلحاق الأذى بالحجيج مع تأخيرهم لساعات قبل تأدية نسكهم. ث- جهل الكثير من حجاج الداخل والخارج بأعمال الحج وكثرة الفتاوى المتضاربة مما جعل الكثير من الحجاج في شك من صحة أداءه للنسك, واقتراحي هو اللزام كل الحملات بفتاوى كبار العلماء في بلادنا الحبيبة بحيث تكون متوفرة بكتيبات وعلى موقع الوزارة في الشبكة العنكبوتية مما يسهل للحاج البحث عن الطريقة الصحيحة لأي نسك حسب ما عرف من سنة الرسول علية الصلاة والسلام بدون تخبط أو شك. وأتمنى أن توجد طريقة يتواصل بها الحاج مع موقع الوزارة عن طريق حساب الوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك أو تويتر بحيث تجيب الوزارة عن أسئلة الحجاج بصورة سريعة ومباشرة. كنت أتمنى لو أن لوزارة الحج والأوقاف قسم دعوي وثقافي في كل سفارة يجبر كل حاج أو معتمر على حضور دورة تدربيه ليوم واحد يدرس فيها بلغة بلاده بطريقة نظرية وعملية كل أعمال الحج والعمرة ويجاب فيها عن كل التساؤلات التي تدور بخلد المعتمر أو الحاج ثم تنتهي الدورة باختبار على الحاسوب يشمل صور وأسئلة عن مناسك الحج. فإذا تجاوز الحاج الاختبار فعندها يمنح تأشيرة حج أو عمرة فإن لم ينجح فعليه أن يعيد الدورة حتى يفهم المناسك المطلوبة بصورة صحيحة. 3- وزارة الصحة: يحزنني ما شاهدت من تدني الخدمات الصحية في مخيمنا خاصة وكذلك في المراكز الصحية بالمشاعر بصورة عامة وسأذكر بعضها: أ- عدم وجود شروط لمستوى المعدات ومستوى الاطباء لعيادات الحملات مما يدفع أصحاب الحملات لسد الفراغ بطبيب قد يكون بدون خبرة بالأمراض التي تصيب الحاج بصورة حادة وفي أحيان كثيرة يجلب مع الحملة طبيب يريد حجاً بالمجان مقابل تقديم خدمات طبية عند الحاجة. في حملتنا كان الطبيب حديث التخرج ويجهل بديهيات الطب كقياس ضغط الدم كما لاحظت تكرر أخطائه بالجرعة الصحيحة للدواء الذي يعطيه مما جعلني أكلم الإدارة حرصاً على سلامة الحجاج ولكن لا حياة لمن تنادي واستمر صاحبنا بعلاج الحجاج بطب لم يذكر في كتب الطب. وما يزيد الطين بله عندما تشاهد عدم تجهيز تلك العيادات بأبسط المتطلبات فجهاز قياس الضغط هو جهاز زئبقي وليس رقمي وجهاز كهذا لا يوجد إلا في متاحف المستشفيات في الدول المتقدمة. اقتراحي أن تجبر كل حملة بعيادة ذات مستوى جيد من التجهيز مع وجود حاسوب يحوي تقرير الفحص الطبي لكل حاج من مركز معتمد يبين أمراض كل حاج والعلاج الذي يستعمله وهل هناك حساسية لأي دواء وما هي التوصيات الخاصة في حال حدوث طارئ صحي لذلك الحاج. ب- قلة المراكز الصحية في المشاعر مع صعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى المريض أو المصاب نتيجة الزحام مما يؤخر علاجه وقد يدخله في مضاعفات لا يحمد عقباها. واقتراحي هو زيادة عدد المراكز الصحية في المشاعر بحيث لا يبعد المركز ألإسعافي عن الآخر أكثر من خمسمائة متر واحد مع توفير سيارات إسعاف تعمل بالبطارية كالمستعملة في الملاعب الرياضية مما يسهل لها المرور خلال الزحام ويسرع في إسعاف المريض أو المصاب. ت- قلة الإمكانيات في المراكز الصحية بالمشاعر بحيث ما زالوا يستعملون أجهزة قديمة كالجهاز الزئبقي لقياس الضغط. ث- ربط مراكز الطوارئ الصحية بالمشاعر بالمستشفيات التخصصية بالمملكة عن طريق التواصل المباشر بالحاسوب لكي يستشير طبيب الطوارئ الأطباء الاستشاريون المتخصصون في المجالات المختلفة عندما يواجه حالات مستعصية مما يؤدي إلى حصول الحاج على افصل الخدمات الصحية وبأسرع وقت ممكن. ج- بسبب ندرة الخدمات الصحية ذات المستوى المطلوب, تحول الصيدلاني في مكة إلى دكتور فتجد تكدس الحجاج عند فتحات صغيرة في أبواب الصيدليات يشكون للصيدلاني مرضهم وهو يتفنن بعلم أو بغير علم على أعطائهم الدواء وكثير من تلك الأدوية يجب أن لا تصرف إلا بوصفة طبية. ح- اقتراحاتي لتحسين الخدمات الطبية هي أن نبدأ من السفارة بحيث يكون لوزارة الصحة ملحق صحي في كل سفارة والحاج أو المعتمر عليه أن يجتاز فحص طبي في مركز معتمد ذا مستوى مقبول لدى السفارة ويحمل ملفه الطبي في موقع وزارة الصحة وبهذه الطريقة يمكن لطبيب الحملة أو المركز الصحي الدخول لملف المريض الصحي عن طريق رقم الحاج الموجود في الاسورة التي يلبسها. يشمل الملف الصحي كل أمراض الحاج والعلاج الذي يستعمله وسلامته من الأمراض الوبائية والمعدية وحساسيته لأي علاج, وبهذه الطريقة يمكن علاج أي حاج بصورة صحيحة حتى لو وجد مغمي عليه أو لا تُفهم لغته. وقد كتبت مقالة قبل عدة سنوات بعنوان ( النظام الصحي كما أتمناه) نشرت في صحيفة المرصد يمكن للقارئ الرجوع له. خ- حجاج الداخل أيضا يجب أن يوفروا ملف صحي من مركز معتمد ويحمل في موقع وزارة الصحة وفي حاسوب عيادة الحملة ليحصل على تصريح بالحج. د- تشجيع المراكز الصحية الخاصة ,ذات المستوى المستوفي للشروط الموضوعة من قبل وزارة الصحة, بفتح فروع لها في المشاعر لخدمة الحجاج وتقديم الخدمات الصحية بتسعيرة تقررها الوزارة. 4- أمانة العاصمة المقدسة: يحزنني أن أرى أكوام المزابل تفترش طرقات وأرصفة المشاعر المقدسة وخصوصاً منى وعرفات تنبعث منها الروائح الكريهة وتحوم حولها الحشرات وقد تصبح سبباً للأمراض المعدية مع وجود الكثافة البشرية في تلك المشاعر, فرغم وجود عدد كاف من عمال التنظيف في كل مكان إلا إنهم مهتمون بالتسول من الحجيج بدل القيام بواجباتهم في التنظيف ولا رقيب أمين حازم يمنعهم من التسول ويجبرهم على إتقان عملهم. أشهد الله بأني لم اقصد في هذه المقالة رياء ولا سمعة ولكن إيصال هذه المعلومات إلى المسئولين فلقد حرص المؤسس العظيم الملك عبد العزيز طيب الله ثراه على أن تكون خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أولوية لا يسبقها شيء في هذا البلد وسار هذا النهج العظيم كل من ملوكنا جزاهم الله عن المسلمين خير الجزاء, فهي أمانة في عنق كل مواطن للكشف عن أي نقص أو تلاعب في الخدمات التي يمكن أن تشوه صورة الجهود العظيمة التي تبذلها قيادتنا الحكيمة. دكتور خالد المانع استشاري أشعة مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض