دفع الفضول، الإعلاميين البريطانيين جوناثان وماجد، من قناة إسلام اللندنية، في تكبد المسافة بين لندن ومكة المكرمة، للوقوف على كيفية إدارة الحشود بعدد يصل إلى ثلاثة ملايين حاج في المشاعر المقدسة. ولطالما سمع الإعلاميان بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في تفويج مثل هذا العدد من الحجاج كل عام، لكنهما لم يتوقعا أن يكون العمل وفق تنظيم دقيق بما يضمن السلامة والتيسير على كل هذا العدد المتواجد في موقع واحد ويؤدي المناسك في توقيت واحد، الأمر الذي دعاهما للبحث عن الكيفية التي تتم بها إدارة تلك الحشود، إلى الدرجة التي تجعل كل حاج يعود إلى بلاده محملا بالذكريات الطيبة عن المملكة وحكومتها وأهلها. وما بعث الإعلاميان للاستغراب حسب ما صارحا به «عكاظ» أن أولمبياد لندن الذي حضره أكثر من مليوني زائر انتشروا في كل أنحاء بريطانيا شمالا وجنوبا وغربا وشرقا شكلوا معاناة كبيرة للسلطات البريطانية في عملية التنظيم رغم أن الحشود كانت موزعة على مدينة كبيرة، فيما في الحج الأمر مختلف تماما فالحشود تتلاصق في موقع واحد وتسير في توقيت واحد، فكيف تتم إدارة كل هذا العدد بهذه القدرة التنظيمية. وقال ماجد: استغربنا كثيرا في المشاكل التي حدثت في لندن خلال تلك الاستضافة إلى الدرجة التي جعلت أهالي لندن يتنفسون الصعداء مع رحيل الزوار، ويطيرون فرحا لأن الأولمبياد لن تعود إلى لندن إلا بعد 50 عاما أخرى، فيما في المملكة الجميع سعيد بهذا العدد من الحجاج، ويبكون في وداعهم، ويعدون الأيام لحلول الموسم الجديد، ولا هواجس أو خوف، فقط تنظيم ومتابعة وخطط تنفذ بدقة. وأضاف أنه وزميله آثرا في الوصول إلى المشاعر المقدسة للتعرف عن قرب على حجم العمل في إدارة حشود الحجاج، وهنا اكتشفوا إيقاعا جديدا يختلف عن أي تصور، ولا يلمسه إلا من يزور هذه البقاع الطاهرة، فالكل يذهب ويجيء ويأكل ويشرب ويتحرك ويتنقل بسهولة بين المشاعر، حتى أنهم يخرجون بعد المغرب من عرفات ويصلون ترجلا إلى مزدلفة بعد ساعة تقريبا، وهو توفيق من الله عز وجل ثم تيسير وإنجاز دقيق لكافة الخطط الموضوعة. وأعرب جونانثان وماجد عن سعادتهما بأداء المناسك لهذا العام، مشيرين إلى أنهما نقلا ما وقفا عليه عبر الفضائية البريطانية التي يعملان فيها، وأنهما سيعودان بكثير من الذكريات الطيبة عن شعب المملكة المضياف وحكومته التي نجحت يوما بعد يوم في إثبات وترجمة فخرها بخدمة الحرمين الشريفين.