.. فيما أذكر أن لرجال الحي والعمدة في مقدمتهم دورا بالغ الأهمية في الزمن الجميل، إذ لم نكن نسمع عن خلاف بين أهل الحي، ولم تصل إلى آذاننا كلمة «طلاق». كان الرجال من أهل الحي أصحاب مروءات، وكان للعمدة شخصية وصاحب كلمة يصعب على الجميع عدم قبولها، ولذلك لم تكن ثمة مشكلة تمتد ليكبر أو يتضخم الخلاف بين اثنين ناهيك عن الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله. كان هذا في الزمن الجميل أما اليوم فإن مما يؤسف له أنه إذا اختلف اثنان لا تجد من يفكر في التوسط بينهما لحل ما قد يكون بينهما من أسباب الخلاف.. في حين أن الكثير إذا رأوا اثنين يعيشان علاقة قوية يتساءلون عن السر .. وما هي المصلحة التي تجمعهما وكأنه لا يجمع الناس إلا المصالح؟ أما الطلاق.. فقد تفشى بسبب عدم شعور الزوج أو الزوجة بالمسؤولية لدرجة أنه بلغت نسبة حالات الطلاق ثلث حالات الزواج!! فقد نشرت «عكاظ» بتاريخ 8/10/1434هـ: أن وزارة العدل أوضحت أن إجمالي عقود الزواج التي تمت خلال العام الماضي بلغت 160371 عقد نكاح، في مقابل 34490 صك طلاق وخلع وفسخ نكاح بمعدل 96 صكا يوميا. وذكر تقرير صادر من الوزارة ــ حصلت «عكاظ» على نسخة منه ــ أن أعلى إجمالي عقود الأنكحة سجل في منطقة مكة المكرمة 45217 عقدا بنسبة 28 في المائة من إجمالي العقود المسجلة، تليها منطقة الرياض بــ 35445 عقدا بنسبة تجاوزت 22 في المائة، فمنطقة عسير بــ 15882 عقدا، ثم منطقة المدينة المنورة 12186، المنطقة الشرقية 11677، منطقة جازان 9105، منطقة القصيم 7694، منطقة حائل 4919، منطقة تبوك 4247، منطقة الجوف 3877، منطقة الباحة 3603، وأخيرا منطقة الحدود الشمالية بواقع 2698 عقد. كما ذكرت «الرياض» بعدد الخميس 8/10/1434هـ: «أن وزارة العدل أوضحت عن تلقي المحاكم العامة العام الماضي 454 قضية عنف ضد المرأة، واحتلت منطقة مكة المكرمة الصدارة بمعدل 314 قضية، تلتها منطقتا الشرقية والرياض. ترى ما هو الحل يا أهل العقد والحل؟! السطر الأخير: مفارقتك للآخر بمئة غلطة.. أنت الخسران.