×
محافظة المنطقة الشرقية

أمريكية تلتقط صورة من بين فكي “قرش”

صورة الخبر

لا يبدو أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يريد أن يتعلم من أخطاء من سبقوه، بل ولا حتى من أخطائه، فهو في كل مرة لا يكاد يخرج من "جرف" إلا ليستقبل "دحديرة"، وآخر ما وقع فيه هو تشكيله للجنة توثيق البطولات المحلية، والتي فتح من خلالها باباً عليه لن يغلق. لا أقول إنّ اتحاد الكرة أخطأ في رغبته بتوثيق البطولات، فهو قرار من الشجاعة أن يبادر له، خصوصاً في ظل الصراع الدائر حول البطولات بكل تفاصيلها؛ خصوصاً وقد باتت قضية موسمية، تتنازعها كل الأطراف الرياضية، ولكنه أخطأ في تسطيح القضية بحيث ضيّق على نفسه بأن تكون اللجنة ثلاثية، بل إنه خنقها بدخوله في لعبة الصراعات الإعلامية والجماهيرية، بل وبنقلها إلى داخل اتحاد الكرة. في اجتماعه الأخير أعلن اتحاد الكرة أن اللجنة ستضم الدكتور عبدالرزاق أبو داوود رئيساً وبعضوية نعيم البكر على أن ينضم لها عضو ثالث يحدد لاحقاً، وما كاد الخبر يتسرب للشارع الرياضي حتى ضجّ المتورمون بالتعصب، والمصابون بداء الشك المستفحل يشنعون على اتحاد الكرة معتبرين القرار مطبوخاً بهدف التلاعب بتاريخ البطولات السعودية لمصلحة أندية على حساب أخرى، ونال البكر من ذلك الضجيج المفتعل ما ناله بذريعة أنه هلالي الميول رغم أن لا شيء يعبر عن هلاليته!. أيام قلائل وإذا بأمين عام نادي النصر السابق الزميل علي حمدان يعلن ترشيح الدكتور عبدالرزاق ابو داوود له ليكون العضو الثالث في اللجنة، ليدخل الملف على إثر هذا القرار إلى دائرة الصراع الطاحن (هلال – نصر)، خصوصاً وأن حمدان نفسه كان من أوائل من استلوا سيف النقد في وجه اللجنة مع اللحظات الأولى لإعلان ولادتها، بل إنه وضع تصوراته لآلية العمل بما يجب وما لا يجب عمله لاسيما في ما يتعلق بحتمية رصد بطولات المناطق، ما يعني أنه الآن قد وضع اللجنة على المحك. الأعظم من ذلك أن الزميل حمدان كان قد تحدث عن ما وصفه بالبطولات "القذرة" والبطولات "النقية"، مستثنيا نادي النصر فقط من تحقيق هذا النوع من البطولات، بل إنه حتى ما قبل انضمامه للجنة بأيام كان قد أبدى مخاوف من آلية العمل داخل اللجنة، مدرجاً ذلك تحت توصيف "أم الأساليب القذرة"، وهو أمر يضع الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الذي يمكن أن يلعبه حمدان داخل اللجنة وهو الذي يحمل كل تلك الأحكام المسبقة والمواقف المتشنجة. أتفهم أنّ من حق علي حمدان أن ينافح عن نادي النصر كمسؤول سابق رفيع فيه، وأن يكافح في سبيل تحقيق أكبر المكاسب له في معركة توثيق البطولات، وهو المشهود له بتقدم الصفوف في إدارة هذا الصراع الإعلامي منذ سنوات، ولكن ما لا يمكن القبول به أن يتحول الصراع من ملعب الإعلام إلى ملعب اتحاد الكرة باعتباره ملعب كل الأندية. كان من الممكن الاستفادة من علي حمدان وغيره من المنّظرين في هذا الشأن من المعروفين بانتمائهم للأندية؛ لكن دخوله في اللجنة كعضو سيجعله بمثابة حربة في خاصرة الاتحاد؛ خصوصاً وإن مثل هذا الملف الحساس يفترض أن يحمل أعلى درجات الثقة والطمأنينة في أن تكون المصلحة فيه هي مصلحة رياضة وطن بالدرجة الأولى بعيداً عن الانتماءات الضيقة كشرط رئيس في قبول المخرجات، وهو ما لن يكون، وإن غداً لناظره قريب!