تقلّصت أعداد المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية في هونغ كونغ التي استعادت حياة شبه طبيعية، لكن مئات المحتجين تعهدوا متابعة تحرّكهم الى أن تستجيب الحكومة مطالبهم. وفتحت المدارس مجدداً وعاد الموظفون الحكوميون الى العمل أمس، بعدما أخلى متظاهرون المنطقة أمام مقرّ الحكومة. كما تراجعت الحشود في موقعَي احتجاج آخرين، وكانت حركة السير كثيفة في مناطق أُغلِقت شوارعها. وبقي حوالى مئتي محتج في شارعَي أدميرالتي ومونغ كوك، أتاحوا لموظفي القطاع العام المرور بين حواجز أقامها المتطاهرون الأسبوع الماضي. وأعرب عن أمله بأن «تنتهي الامور سريعاً»، مضيفاً: «جميع الناس تعبوا، ولا يمكن الاستمرار لفترة طويلة». لكن محتجين أعلنوا أنهم سيبقون في المكان، فيما تعهد آخرون بالعودة، اذ قال طالب: «سنبقى هنا الى ان تستمع الحكومة الى مطالبنا». وقال آخر: «اريد العودة الى منزلي وأخذ قسط من الراحة، ثم العودة لمتابعة الاحتجاج». وتابع ثالث: «أتمنى أن يستمر الطلاب. إذا تراجعنا الآن سنفقد قدرتنا على التفاوض». أما أليكس تشو، زعيم «اتحاد طلاب هونغ كونغ»، فأكد أن الأمر «ليس نهاية المطاف»، مضيفاً: «لم نضع أبداً جدولاً زمنياً لمدى استمرار (التظاهرات). طبيعي أن يذهب الناس إلى منازلهم، ثم أن يعودوا ويذهبوا مجدداً. الامر مرتبط بالحكومة الآن. هذه خطوة أولى، ولكن الضغط سيستمر. وإذا لم تتراجع الحكومة، صعب علينا القول اننا سنتراجع». وعقد «اتحاد طلاب هونغ كونغ» لقاءً مع ممثلين للحكومة في جامعة هونغ كونغ، للتحضير لحوار رسمي. علماً انه يعتبر ان شروط إجراء محادثات ليست متوافرة بعد. وقال ليستر شوم، نائب الامين العام للاتحاد: «واضح أن ثمة تبايناً بين توقعات الطرفين إزاء الحوار». وعلّق المحلل السياسي ويلي لام على تطورات حركة الاحتجاج قائلاً: «حتى الذين يدعمون الحركة، لا يريدون خسارة اموال. من الحكمة خفض التحرّك على الارض، اذ سيكون صعباً اقناع الرأي العام بأن متابعة الحصار يمكن ان يتيح تحقيق نتائج». وأقرّ بأن «المحادثات بين السلطات والحكومة عقيمة بالكامل»، لكنه لفت الى ان الرئيس الصيني شي جينبينغ يرفض «أي تنازل، وسيكون ممكناً دوماً استئناف التحرّك». وواصلت بكين انتقاد الاحتجاجات، اذ ذكّرت صحيفة «الشعب» الرسمية الصينية بأن «احد المبادئ الديموقراطية الاساسية يقضي بأنه لا يحق لاقلية صغيرة انتهاك الساحة العامة والمصلحة العامة، مستخدمة وسائل غير قانونية». واعتبرت أن تحرّك المعارضة «يناقض صراحة المبادئ الديموقراطية، بل يسبّب أيضاً تراجع الديموقراطية». اما مجلة «تشيوشي» نصف الشهرية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، فذكّرت بالعنف والاضطرابات المستمرة في دول مثل أفغانستان ومصر والعراق وليبيا، وزادت: «يتباهى الغرب دوماً بأن ديمقراطيته إحدى (القيم العالمية)، وينفي وجود أي شكل آخر منها. في الديموقراطية الغربية عيوب داخلية متأصلة، وليست بالتأكيد (قيمة عالمية) ونسخها في شكل أعمى لا يمكن أن يؤدي سوى الى كارثة».