عبده خال الدولة مجتمعة رعت الحج. الكل بادر إلى خدمة ضيوف الرحمن لكي تخرج لوحة رائعة لهذا التجمع الغفير في سلاسة وانتظام. ومن كان يتابع شاشات التلفاز يوم عرفة أو (النفرة) إلى المزدلفة أو رمي الجمرات في أول أيام العيد لا شك أنه لاحظ مقدار الجهد المبذول من كل قطاعات الدولة لتوفير أفضل خدمة يمكن أن تؤدي لحجاج بيت الله الحرام.. ويمكن أن يلاحظ أن كل فرد كان يسعى لتقديم الخدمة ليس واجبا بل تطوعا ورغبة في المثوبة من الله عز وجل لذلك تعددت صور ذلك التطوع سواء ممن يخدم في قطاع حكومي أو جاء متطوعا بتقديم مساعدة ما، ومن هنا يمكن رصد نجاحات الحج، إذ إن هناك عشرات الآلاف تواقين للخدمة يقابلهم حجاج جاؤوا من أقاصي الأرض طلبا لمرضاة الله فابتعدوا عن الرفث، فالتقت كل الرغبات على انتظام وسير أيام الحج سهلة هينة بما يحقق هدف الحاج وهدف الخادم وحين يوجه بعضنا بعض الملاحظات هنا او هناك فهي ملاحظات جزئية تغيب المشهد الكلي لكل النجاحات وتصبح الرغبة منقادة للامساك بأي قذى وتكبيره ليصبح في مقدمة الصورة وهذا انقاص في معيارية الحكم على الأشياء فلكي تكون صادقا حيال مشهدية الحج الضخمة والتي تقاس نجاحاتها بحضور كل هذه الأعداد الكبيرة في مكان محدد وزمنية محددة ويتحقق لها الانسيابية وتقليل الجهد والعنت على مؤدي الفريضة فهو النجاح، وبالضرورة يكون الحاج القادم لأداء الفريضة على علم بأنه سيواجه رهقا ما، فيصبح تقليل معاناة ذلك الجهد والرهق من قبل المعنيين بالحج نجاحا يضاف للصورة الكلية ولكل الأعمال التي بذلت لإراحة الحجيج. وحج هذا العام قد يكون مغايرا عن بقية الأعوام السابقة من خلال الجانب الأمني فتهاوي كثير من الدول العربية ودخولها في حالة التفتت جعل الحركات الرديكالية تراهن على إحداث فوضى داخل البلاد (كون السعودية من الدول الأساسية المستهدفة لخلق الفوضى داخلها) وقد سبقت أيام الحج تهديدات تلك الحركات الرديكالية بإحداث زوابع من الفوضى باستغلال المشاعر المقدسة، فأن يمضي الحج من غير تمكين هذه الحركات من تحقيق أغراضها يعد نجاحا مضاعفا لتحقيق أمن البلد وأمن حجاج بيت الله الحرام. والمنصف عليه تقديم التهنئة لكل رجل في الدولة أو خارجها أسهم في تقديم صورة رائعة مكنت الحجاج من أداء حجهم بأقل مجهود يذكر على الأقل لو قورن بما كان يجده الحاج من عنت في تنقلاته وسكونه قبل فترة زمنية يسيرة.