×
محافظة المدينة المنورة

حالة الطقس : سماء غائمة جزئياً على مناطق الحدود الشمالية والجوف وحائل وتبوك

صورة الخبر

من أصعب الأشياء بالنسبة للاعب كرة القدم، أن يجد نفسه بعيدا عن الملاعب بسبب إصابة ما، وهناك كثير منهم ترجلوا عن صهوة جواد النجومية مبكرا بعد أن عجز الطب عن مداواة جراحهم. الإصابة كابوس يقلق منام أي لاعب، بل هي شبح يترصده ويطارده أينما حل أو ارتحل، ولا يوجد من هو معصوم منها، ورغم اتباع اللاعب كل طرق الوقاية وتقيده بتعليمات الجهاز الطبي، إلا أن هناك عوامل تكون أقوى من كل هذه التدابير. الإصابة يمكن أن يولدها احتكاك قوي أو ضعيف بين لاعب وآخر زميله أو خصمه، ويمكن أن تنتج من سوء أرضية الملعب أو حتى خارجه، هذا إضافة إلى عوامل داخل الجسم نفسه سواء في المفاصل أو العضلات. من جهته، كشف الدكتور عثمان القصبي الاختصاصي الأول في العلاج الطبيعي للعظام، المفاصل، والعضلات، أن الإصابات التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم تكون بسبب عاملين أساسيين، الأول له علاقة بعوامل خارج الجسم كأرضيه الملعب أو ضربة مباشرة من خلال احتكاك بينهم، والثاني يتعلق بعوامل داخل الجسم مثل تشريحه، حيث إن هناك أشخاصا تكون لديهم ليونة كبيرة في الأربطة أو ضعف في العضلات أو اختلال في ميكانيكية القدم تؤثر في حركتهم وبالتالي يكونون عرضة أكبر للإصابات. وقال "نجد أن هؤلاء الأشخاص يكون لديهم توزيع الأحمال على المفاصل، العضلات، والأربطة غير مثالي، يتسبب ذلك في زيادة خطر الإصابة". وزاد "حسب علمي فإن بعض النوادي الرياضية مثل النصر، الهلال، والشباب يتم فحصهم في مدينة الأمير سلطان الإنسانية قبل بداية الموسم لمعرفة أي مشكلات ممكن تزيد من نسبة الإصابة، كما أن لمثل هذه الفحوص الطبية فائدة كبيرة تساعد الفريق الطبي على متابعة الحالة الجسمانية، والطبية للاعبين، ويتم وضع خطة لكل لاعب بما يتناسب مع احتياجاته". وأوضح القصبي أن كثيرا من الإصابات قد يحصل نتيجة إصابات تراكمية مثل الصفاق أو عضلات السمانة، وقال "هذه في الغالب تحصل دون حصول احتكاك، حيث يحصل تمزق مفاجئ في العضلات على سبيل المثال، والمفترض أن يكون الفريق الطبي على معرفة بشكل أو بآخر عن وضع اللاعب من حيث قوة العضلات من بداية الموسم، خاصة مع استخدام الأجهزة الدقيقة الحديثة مثل تلك المتوافرة في مدينة الأمير سلطان الإنسانية، التي تساعد على تقييم قوة العضلات بشكل دقيق، فيستطيع من خلال ذلك الفريق الطبي عمل الإجراءات المناسبة للوقاية من الإصابة قبل بداية الموسم خاصة للاعبين الذين تتكرر لديهم الإصابات في نفس المكان، هؤلاء مع الأسف لا تتم متابعتهم بشكل جيد قبل بداية الموسم وتهيئتهم فبالتالي يتعرضون بشكل أكبر للإصابات". وعن الإصابات المتكررة في عضلة الفخذ الخلفية، قال القصبي "هناك ثلاثة عوامل مهمة لا بد من أخذها في عين الاعتبار، أولها تحديد المدة الكافية لفترة العلاج، فإذا كان التمزق من الدرجة الأولى يتطلب الشفاء نحو أسبوعين، وإذا كان من الدرجة الثانية من أربعة إلى ستة أسابيع أما إذا كان من الدرجة الثالثة فيحتاج عملية جراحية ولا بد من الانتظام في العلاج". واسترسل "العامل الثاني المهم هو أن الاختصاصي المعالج لا ينتقل للمرحلة الثانية إلا بعد التأكد أنه لا يوجد أي تليف في مكان التمزق العضلي، حيث إن النسيج الليفي ضعيف قد يعرض العضلة للتمزق بشكل أكبر، كما أنه لا بد من التأكد أن العضلة حصل فيها التئام كامل، بعد الانتهاء من هاتين المرحلتين يتحول اللاعب إلى مدرب اللياقة من أجل إعطائه تمارين تقوية ورفع معدل اللياقة لديه، ولا بد أن يكون لدى اللاعب القدرة الكافية في العضلة لكي تكتسب المرونة والقوة". د. القصبي يعاين إصابة للعنزي. وتابع "عدم الحصول على القوة والمرونة الكافية للعضلة قد يعرضها لعودة التمزق من جديد، كما أن هناك أمرا مهما له علاقة بالتمارين لا بد من الانتباه له، وهو أن يجرى اختبار للاعب حسب مركز اللاعب في الفريق، فعلى سبيل المثال، لاعب المحور أو لاعب الطرف دائما يعمل مجهودا كبيرا ويعتمد دائما على العضلات الخلفية والساق، كما يجب ألا يغفل مدرب اللياقة عضلات الخلفية وعضلات الأرداف وعضلات قاع الحوض والعضلات العميقة في البطن والظهر العميقة وعضلات السمانة، حيث يجب أن تكون في قوة مناسبة حتى تتحمل الأحمال العالية التي تصاحب مثل هذه الحركات". وتابع "كما أن هناك أمورا أخرى مساعدة، يغفل عنها كثير من المدربين، مثل التغذية، حيث إنه لا بد أن يصاحب برنامج اللياقة والتدريبات برنامج تغذية مناسب يتضمن المجموعات الغذائية الكاملة، ويحرص كثيرا على السوائل، لأن فقد السوائل يجعل العضلات أكثر عرضة للإصابة، وقد لا يستطيع اللاعب أحيانا إكمال المباراة لأنه ليس لديه مخزون كاف من السوائل يجعل الجسم يعطي مجهودا كاملا، والعامل الآخر هو عامل النوم الكافي للاعب، فعندما ينام اللاعب مبكرا ويصحو مبكرا بعد أن أخذ قسطا كافيا من الراحة، تكون الهرمونات في أعلى مستوياتها الطبيعية، ما يساعد على الأداء المناسب أثناء التمرين". حسن معاذ يطمئن على منصور الحربي بعد إصابته بالرباط الصليبي.تصوير: عندنا مهدلي - «الاقتصادية» وزاد "هناك كذلك جانب آخر مهم لا بد من الانتباه له، وهو الجانب النفسي للاعب خاصة لمن تتكرر لديهم الإصابة ويكونون في وضع نفسي صعب، فيفترض أن يعمل إخصائي علم نفس رياضي مع اللاعب لتجاوز القلق والتوتر أو الاكتئاب الذي ممكن أن يصيب اللاعب بعد الإصابة". وأبان "تعدد الإصابات في فريق واحد يدعونا للتساؤل ولا بد من البحث عن الأسباب، هذه قد ترجع للعوامل الداخلية داخل الجسم أو للعوامل الخارجية من حيث نوع التمرين أو أرضية الملاعب أو الأحذية التي يستخدمها اللاعبون أو من السهر، على سبيل المثال تلاحظ أن الإصابات تتكرر في بعض الفرق دون الأخرى، ففريق الهلال مثلا تكررت الإصابات لدى لاعبيه ولكن بشكل متفرق، وفريق الاتحاد والأهلي لديهم إصابات تغلب عليها الإصابات الناتجة عن الالتحام بين اللاعبين مثل الرباط الصليبي، حيث حصل ذلك لدى أكثر من أربعة لاعبين في موسمين، وعندما تكون الإصابات لها علاقة بالإصابات الإجهادية مثل التمزقات العضلية، فإن ذلك يضع علامة استفهام تستوجب التحقق من السبب، النصر كذلك شاهدنا لديه عدة إصابات متكررة والمفترض من الجهاز الفني والطبي أن يراجع الأسباب". وزاد "من صميم عمل الجهاز الطبي للفريق أن يحصي عدد الحالات ونوعية الإصابات وتقييم الأسباب من أجل حل المشكلة، وهذه الآلية المفترض أن تتم في كل ناد ليسهل حل المشكلة ومنع تكرار الإصابات، فيقوم النادي بناء على تقييم الجهاز الطبي بتعديل الأسباب سواء كانت ناتجة عن عوامل خارجية مثل أرضية الملاعب، أو أسباب تتعلق باللاعبين أنفسهم، فعلى سبيل المثال النصر في الموسم الماضي حصل للاعبيه مثل ما حدث هذا الموسم وتعددت لديهم الإصابات، قد يكون أحد أسبابها أحمالا تدريبية عالية في الجولات الأولى".