يحاول منسّق التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الجنرال جون آلن جس نبض الأطراف العراقية المختلفة لتشكيل قوات «الحرس الوطني» في المناطق السنية لتتولى الحرب البرية على «داعش» الذي واصل أمس تقدمه في المحافظات السنّية وسيطر على بلدة هيت واستعاد جزءاً من بلدة الضلوعية التي كان الجيش العراقي طرده منها قبل يوم واحد فقط. (للمزيد) وعُلم أن الجنرال الأميركي، الذي عقد سلسلة اجتماعات في بغداد واربيل خلال الأيام الماضية يواجه عراقيل على الأرض تجعل مهمة تشكيل قوات «حرس الحدود» مهمة معقدة، أو قد تستغرق مدداً أطول من المخطط لها. وكان آلن قال في مؤتمر صحافي عشية العيد إن مهمة القضاء على «داعش» خصوصاً في الموصل، قد تستغرق نحو عام، ما أثار مخاوف محلية حول نجاعة الخطط التي وضعها الجانب الأميركي في الحرب على «داعش» في حال كانت ستتضمن في مراحل لاحقة التدخل البري. وبحسب مصدر عشائري سنّي حضر إضافة الى مجموعة من شيوخ عشائر في الأنبار وصلاح الدين اجتماعات مع المبعوث الاميركي، سادت اجواء متشائمة المحادثات، خصوصاً ان التقديرات الاميركية لإمكان تشكيل قوة سنية سريعاً لم تكن تستند إلى «وقائع رصينة»، بحسب ما قال المصدر. وأبلغ كامل المحمدي أحد شيوخ عشائر الانبار، المقرب من الفصائل المسلحة السنية، «الحياة»، أمس أن «ملف الميليشيات الشيعية التي ترافق قوات الجيش في المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية يعرقل جهوداً غربية وعربية لاقناع الفصائل السنية بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيم». وأشار إلى أن «المبعوث الاميركي تبلغ من قبل مسؤولين محليين ووسطاء عن الفصائل المسلحة انهم لن يواجهوا الدولة الاسلامية في ظل وجود ميليشيات شيعية في مناطق سنّية في الانبار وتكريت وديالى». وأشار الى أن «أبرز ما تمخضت عنه جهود المفاوضات مع الفصائل المسلحة التزامها الحياد في الحملة الدولية الموجهة ضد الدولة الاسلامية». لكن خيار تحييد الفصائل المسلحة السنّية لن يكون ممكناً تماماً، كتحييد الميليشيات الشيعية التي تتولى عملياً اليوم مهمات قيادة الجيش العراقي والأجهزة الامنية في مناطق القتال مع «داعش». وكان الرئيس الايراني حسن روحاني أكد ان بلاده مستعدة للتدخل العسكري في حال تعرضت المراقد الشيعية المقدسة في العراق الى خطر تنظيم «داعش». ويمثل الدور الايراني في العراق نقطة حرجة في مجمل جهود محاربة «داعش» الذي يحاول استثمار الاحتقان الطائفي في العراق لإثارة مخاوف سكان المناطق التي يسيطر عليها من انتقامات طائفية متوقعة ستحل بهم في حال دخل الجيش العراقي الى تلك المناطق بصحبة الميليشيات الشيعية. لكن تشكيل وحدات عسكرية سنية تحت اسم «الحرس الوطني» تقف بوجهه، بحسب المصادر، عراقيل أخرى، أهمها التنافس المحموم بين شخصيات سياسية وعشائرية سنية على الاشراف على تلك القوات، وحق تشكيلها، فيما لم تزل وعود الحكومة العراقية بإجراء اصلاح سياسي واسع، يسمح بالشراكة في القرار السياسي والامني، معلقة بانتظار تشريعات قد تكون مثار جدل محلي.