ارتبط موسم الحج لدى معظم الأسر المكية بخدمة الحجاج، ونزول الأسرة كاملة إلى أرض الميدان، وتلمس حاجتهم والسهر على راحتهم، مقدمين بذلك أروع المثل في خدمة ضيوف الرحمن. ومن هذا المنطلق انتهج وزير العمل والصحة المكلف المهندس عادل فقيه ذلك النهج القديم المعروف لدى العائلات المكية التي ينحدر منها، إذ باشر وأفراد عائلته كافة العمل ميدانياً في موسم الحج، مستمسكين بالعادة المكية في خدمة الحجاج. عائلة وزارية تتكون من ثلاثة أشخاص، يجوبون المشاعر المقدسة في الحج من أجل راحة الحجاج، فمن متابعة شؤونهم الصحية والحرص على سلامتهم، إلى رعاية أبنائهم التائهين وإرشادهم عند اختلاف طريقهم. التقت «الحياة» - مصادفة - وزير العمل والصحة المهندس عادل فقيه في مخيم رعاية الأطفال التائهين، إذ جاء إليهم لتقديم أحد الأطفال التائهين، مساعداً بذلك، ومتطوعاً للمركز الذي تديره زوجته مها فتيحي، التابع لوزارة التربية والتعليم، وبمشاركة ابنتهما دانة، لرعاية الأطفال التائهين. وقال المهندس فقيه إنه فخور بأن يعمل وعائلته كافة في خدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، تأصيلاً لما كانت عليه العائلات المكية سابقاً، وتكليفاً وتشريفاً من الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعمله في وزارة الصحة. وأشار إلى أن زوجته سبقته في العمل الميداني في خدمة الحجاج بأربعة أعوام، ووصفها بأنها السبّاقة إلى الخير قبله في كل الأمور. ويضيف: «من فضل الله أن أكرمني وعائلتي بشرف خدمة ضيوف الرحمن، ونشكره على ذلك، وزوجتي سبقتني في عمل الخير والتطوع في الحج لأعوام مضت، فيما تُعد هذه أول سنة أعمل بها في الحج، وذلك بصفتي وزيراً مكلفاً للصحة، وزوجتي تسبقني دائماً في أعمال الخير». وأكدت زوجة المهندس عادل فقيه مديرة مركز إرشاد الأطفال التائهين مها فتيحي أن التقاعس عن خدمة ضيوف الرحمن إثمٌ كبير على من يتهاون فيها، فالأمانة التي تقع على كاهلهم توجب خدمة الحجاج من دون تهاون. وأضافت: «في الأحاديث النبوية ورد الفضل في من يخدم ضيفه وجاره، فماذا عن خدمة ضيوف الرحمن، سيكون الأجر مضاعفاً، ونرجو أن تحل البركة على عائلتي بخدمتنا للحجاج».