هناك قرارات سهلة يتخذها بعض الرجال تكون عواقبها كارثية على كثير من النساء.. لا تذهب بعيداً.. ليس أسهل من فكرة الزواج بثانية وثالثة ورابعة.. لكن نتائج الفكرة أحيانا تأتي بعذابات ليست لها نهاية سوى الطلاق.. أحياناً تستمر لما بعد الطلاق! ليس أسهل من اتخاذ القرارات.. المحك يكمن في المقدرة على الوفاء بها! الزواج بواحدة يستلزم شرط الاستطاعة، فكيف بأكثر من واحدة.. ليس هناك نص في الشريعة يقول "تزوج والرازق الله" بل هناك نص يقول "من استطاع منكم..".. الزواج يعني مؤسسة اجتماعية متكاملة ذات مسؤوليات متعددة ومتنامية مع الأيام.. بحاجة لإدارة واعية تقوم على أسس موضوعية أبعد من العاطفة والرغبة. عثرت على قصاصة قديمة، يقول أحد الأخصائيين فيها، قابلت شخصاً فسألته: لماذا يتزوج بامرأة ثالثة، ولا يستطيع أن يُطعمها؟! جاء رده - نقلاً عن الأخصائي - في غاية البرود، حيث قال: "الله يرزق وأهل الخير ما يقصّرون"! عزيزي الشاب "أبو عين زايغة".. تزوج "العمر مرة واحدة".. تزوج "مثنى وثلاث ورباع".. ذلك أفضل لك من علاقات محرمة غير شرعية، خارج مؤسسة الزواج.. لكن - هنا تذهب السكرة وتأتي الفكرة - يجب أن تكون قادراً على تحقيق متطلبات تنفيذ الفكرة! وتذكر دوماً أن سؤال "وش رأيك نتزوج" الذي يتردد كثيراً في الأعياد والإجازات، قاد الكثيرين للمهالك وأدخلهم السجون وحولهم لمديونين! الزواج بثانية وثالثة ورابعة أمر شرعي حث عليه الشارع الحكيم، لكن - وهذا الاستدراك الثاني - لا بد له من تحقق ثلاثة شروط: مقدرة نفسية وجسدية واقتصادية.. أي خلل في هذه الشروط ينسف الفكرة تماما.. ألف مبروك مقدما!