Follow مَن يَنشَغل -مِثلي- بطَلَب العِلْم والقِرَاءَة، يَجد أثنَاء مُمارسة هَذه المِهنَة بَعض المَلَل والكَسَل، خَاصَّة إذَا استَمرَّت القِرَاءة لسَاعَات طَويلات..! وفي المَاضي كُنتُ أَظنُّ أنَّ هَذا المَلَل سلُوكـًا عَرفجيًّا خَالصًا، ولَكن حِين تَتبّعتُ سِيَر العُلَمَاء والأدبَاء، وَجدتُ أنَّه حَلّ بِهم مَا حَلّ بِي، وعَانُوا ممَّا أُعَاني، وهَذا شَيء أَفرحني لسَببين: أوّلهما أنَّ هَذا الدَّاء دَاء إنسَاني، لَيس خَاصّاً بِي، وثَانيهما أنَّني استَفدتُ مِن طَريقة مُعالجتهم لهَذا المَلَل؛ وذَلك الكَسَل، اللذين يَحلاّن بطَالب العِلْم، ويَسقطان عَلى رَأسه..! ومِن ذَلك مَا قَاله شَيخنا عبدالفتاح أبوغدة، حَيثُ ذَكَر بَعض مَا يُعالَج بِه المَلَل، ويُطْرَد بِه النّعَاس والكَسل، قَائلاً: (يَحصل ذَلك حِينًا بمَضع اللّبان، أو الخرُوج -قَليلاً- مِن المَكان المَسقوف إلَى الفَضَاء والهوَاء، أو بالانتقَال والتَّحوُّل مِن غُرْفَة إلَى غُرْفَة، أو الاستحمَام الخَفيف بالمَاء البَارد أو الحَار، أو تَناول شَراب لَطيف، أو طَعام خَفيف، أو المُحَادثة مَع صَديق أو جَليس، أو إنشَاد شِعر، أو تلَاوة قُرآن بصَوتٍ جَاهر، أو تَغيير هيئة الجلُوس، أو بالمَشي أو الصّعود، أو تَبديل الكِتَاب المَقروء أو المَوضوع، أو نَحو ذَلك مِن صَوارف الفتُور والمَلَل، ولِكُلِّ جِسمٍ صَلاح، ولِكُلِّ نَشاطٍ مُفتَاح، ولا يخفَى ذَلك عَلى الحَريصين النُّبهَاء)..! أمَّا أنَا فقَد أَضَفْتُ طُرقاً أُخرَى؛ لمُعَالجة الكَسَل والمَلَل، ومِنها: مُشاهدة بَعض أهدَاف الاتّحاد القَديمة عَلى اليوتيوب، أو الطّقطَقَة عَلى حبّات الفصفص، أو إجرَاء بَعض المُكالَمَات المُؤجَّلة مِن يَوم أَمس..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نُذكّر القُرّاء والقَارِئات؛ أنَّ هَذه مُجرَّد أَمثِلَة لطَرد الكَسَل والمَلَل، ولِكُلِّ مِنّا حُرّيته وطَريقته في طَرد خمُوله..!!!. المدينة