صادرت المليشيات الحوثية فرحة العيد عن سكان العاصمة اليمنية صنعاء التي أصبحت منذ الـ21 من سبتمبر الماضي تعيش كوابيس الجماعات المسلحة، بعد أن فرضت جماعة الحوثي عليها قواعدها الفوضوية المدججة بالأسلحة.وبدت العاصمة صنعاء في أول ايام عيد الاضحى المبارك، وكأنها مكبلة بمجنزرات الدبابات والمظاهر المسلحة التابعة لمليشيات الحوثي، وهي تجوب شوارعها طاردة للمارة والمتنزهين. وأدت سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، الى تدهور الاوضاع الامنية ونزوح معظم السكان، الى مناطقهم في الارياف بمحافظات اخرى، فضلا عن بث المخاوف في اوساط بقية سكان المدينة من تفجر الوضع في اية لحظة مع انتشار كثيف للمسلحين الحوثيين. الى ذلك تحولت قاعة للاجتماعات في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، إلى مصلى للعيد، أدى فيها الرئيس عبدربه منصور هادي الصلاة مع كبار مسؤولي الدولة، صباح امس ولأول مرة تتحول قاعة اجتماعات إلى مصلى للعيد، ويعكس الحال إلى ما وصلت إليه مآل سيطرة جماعة الحوثيين المسلحة على العاصمة، وفرضها لمستجد جديد يشمل الملف الأمني لشخص الرئيس. وأدى الصلاة في القاعة رئيس مجلس النواب والقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء المهندس عبدالله محسن الأكوع ونائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر وأمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية. من جهته اعلن الرئيس اليمني السابق( صالح) اعتذاره عن استقبال أنصاره يوم امس السبت، بسبب «الظروف الأمنية والاقتصادية»، المتزامنة مع سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء، ومدن في شمال البلاد. وظل صالح الذي عزلته الانتفاضة الشعبية في 2011 عن الحكم، حريصًا على استقبال مناصريه في مختلف المناسبات، خاصة مع ما تمنحه تلك المناسبات من فرصة للظهور إعلاميًا، بصفة ينعتها أنصاره له بـ«الزعيم». ونقل الموقع الرسمي لحزب المؤتمر على شبكة الانترنت، ان صالح لن يستقبل مهنئيه «الذين يتوافدون من امانة العاصمة وعموم المحافظات»، بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية». وعزا مكتب صالح أيضًا سبب اعتذاره عن استقبال أنصاره بأنه «اراد بذلك تخفيف المشقة وعناء السفر والتنقلات للقاصدين تهنئته بعيد الاضحى المبارك». وفي سياق متصل، شنّت قوات من الجيش اليمني عملية عسكرية ضد مسلحين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بمحافظتي أبين وشبوة (جنوبي وشرقي البلاد) بعد مقتل وإصابة 12 جنديا في عمليات شنها التنظيم خلال اليومين الماضيين. وأفاد مصدر في الجيش اليمني بأن القوات اليمنية دفعت تعزيزات عسكرية إلى مناطقِ التماس في أبين وشبوة على الخط الدولي الساحلي بشبوة، وذلك بعد استهداف عناصر للجيش في مناطق المحْفَد وميْفَعة بشبوة. وكان ثلاثة جنود قتلوا مؤخرًا في هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة على حافلة للجيش أثناء توجهها إلى معسكر تابع له في محافظة شبوة. وفرّ مسلحون من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعة أنصار الشريعة إلى المناطق الجبلية في الجنوب عام 2012 بعدما طردهم الجيش اليمني من مدن استولوا عليها في 2011. على صعيد متصل، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الإفراج عن مساعدة عسكرية لليمن بقيمة 25 مليون دولار لتعزيز «قدرات قواته المسلحة في مجال مكافحة الإرهاب»، إضافة إلى مساعدة بقيمة 1.2 مليون دولار لدعم جهود قيام جيش محترف. ويأتي هذا القرار في ظل سيطرة ميليشيات الحوثي المسلحة على العاصمة صنعاء منذ الـ21 من شهر سبتمبر الماضي، وتزايد نشاط تنظيم القاعدة في مناطق عدة من البلاد. وقال مساعد وزير الخارجية «مايكل كوزاك» أن الرئيس «باراك أوباما» علق رسميا الثلاثاء العقوبات والقيود على المساعدات العسكرية الأمريكية لكل من اليمن ورواندا والصومال، والتي فرضت بموجب القانون الأمريكي المتعلق بمكافحة تجنيد الأطفال. المزيد من الصور :