تطورت التغطيات الإعلامية لفعاليات موسم الحج خلال الثمانية والثلاثين عامًا تطورًا مذهلًا فمن الإملاء عبر الهاتف إلى التغطية المباشرة عبر الفضاء المفتوح. فيما أصبح الإعلام الجديد ساحة كبرى لتداول أخبار الحج ويروي لنا الإعلامي المخضرم الزميل خالد الحسيني كيف كانت معاناة الإعلاميين في عام 1397هـ قبل ظهور الفاكسات في ذلك الوقت، حيث يشير إلى أن الصحفيين في تلك الفترة كانوا يتنقلون خلال المشاعر المقدسة طوال اليوم ثم يعودون لمنازلهم، حيث يتم الاتصال هاتفيًّا بالمركز الرئيس للجريدة التي تخصص محررًا لاستقبال اتصالات المحررين، ويتلقي منهم المادة الصحفية عبر التليفون في حين كانت الصور ترسل عبر سيارات الأجرة الخاصة إلى المركز الرئيس للصحيفة، ولا يتم نشرها إلاّ بعد يومين من المناسبة. الصور بعد يومين وأشار إلى أن العاملين في صحف المنطقة الوسطى كانوا يجدون معاناة كبيرة، فبعد يوم كامل من التغطيات يعودون لكتابة المادة الصحفية وإرسالها عبر الفاكس في حين الصور يتم إرسال الفيلم إلى مطار الملك عبدالعزيز لإرساله للرياض، ويتم التنسيق مع الصحيفة لإرسال مندوب للمطار لأخذ الفيلم لتبدأ عملية التحميض والطباعة ولا يتم نشر الصور إلاّ بعد يومين أو أكثر من المناسبة. وبيّن الزميل الحسيني أن الأمن العام كان في ذلك الوقت يتعاون مع الصحفيين. التلكس.. من منازلهم وأوضح الزميل أحمد المحمادي مدير فرع وكالة الأنباء السعودية (واس) بمكة المكرمة -السابق- أن الوكالة كانت خلال موسم الحج توفد فريقًا يضم عددًا من المراسلين وتخصص لهم مقرًا في موقعها بمشعر منى ويقوم الفريق بجمع المادة الصحفية ومن ثم إرسالها عبر «التلكس» إلى المركز الرئيس ليتولى بثها للصحف. وبين إنه عمل في تغطية جولات الوزراء التفقدية للمشاعر المقدسة من عام 1398هـ، حيث كان بعد انتهاء الجولة يعود لمنزله ويتم الاتصال بالمركز الرئيس لوكالة الأنباء لإملاء الخبر لأحد المحررين، ولم يظهر الفاكس في مكتب وكالة الأنباء السعودية إلاّ عام 1404 هـ، مؤكدًا أن التغطيات الصحفية قد شهدت تطورات كبيرة خلال الحقبة الزمنية الماضية، لافتًا إلى أن التغطية حاليًّا أصبحت سهلة وميسرة وفي مقدور الصحفي اليوم الحصول على المعلومة وتطعيمها بالإحصائيات من خلال الشبكة العنكبوتية في يسر وسهولة. المزيد من الصور :