صحيفة المرصد : نادراً ما نسمع بأن الأعمال الأدبية في الوطن العربي يعاد طبعها خلال عام أو عامين، ولكن رواية الكاتبة السعودية أثير عبدالله النشمي أحببتك أكثر مما ينبغي، الصادرة عن دار الفارابي عام 2009م، أعيد طبعها عام 2014م الطبعة الـ13، وهذا ما يجعلنا نحاول تسليط الضوء على الرواية التي أخذت حصتها في الإقبال من قبل القارئ السعودي والعربي في المعارض الدولية. تحكي الرواية بحسب صحيفة الشرق قصة حب بين شاب وفتاة (عزيز وجمانة) كانا من طلبة الابتعاث، حيث أحبت جمانة عزيز حباً جنونياً، وهي طبيعة الفتاة في مجتمعنا إذا أحبت رجلاً، حيث تصبح عاشقة حد الهلوسة، ولكن الرجل يختلف عنها إذا وجد فرصة أخرى لممارسة الحب مع غيرها، يفعل ذلك دون أي إحساس بالذنب، وبمجرد أن ينتهي من الحب الجديد يعود إلى حبه القديم، ليجد تلك الفتاة في انتظاره رغم كل الألم الذي سببه لها، وهذا ما حدث مع بطلة الرواية، فعلى الرغم من كل أخطاء عزيز، ترجع وبسهولة في كل مرة، وهذه طبيعة الفتاة في مجتمعنا. أرادت الكاتبة أن تقول إلى بنت جنسها: أفيقي هذا ليس حباً، الحب هو تبادل بين الأطراف الألم والفرح، النجاح والفشل، وليس تضحية طرف دون آخر. أمر ثانٍ أرادت أن تلفت نظرنا إليه: إلى أي مدى يتمسك الشاب أو الشابة ببعض الأشياء التي يرثونها من مجتمعهم ولو كانت خاطئة، مثل أنه لا يمكن أن يرتبط الشاب مع زميلة له في مقاعد الدراسة لو كانت تلك الفتاة جميلة وذكية وخلوقة وصاحبة فكر متقدم، لا لشيء، ولكن هي وراثة من المجتمع، بأن ارتباط الشاب بفتاة كان قد عرفها من قبل غير ممكن، بسبب نظرة أصدقائه إليه. والرواية تنتقد طريقة التفكير هذه التي لم تتغير في الشاب رغم الابتعاث والغربة والعيش في مجتمع أكثر انفتاحاً، هو يريد أن يعيش في ذلك المجتمع فقط ليمارس الأشياء، التي لا يمكن أن يمارسها في بيئته التي يعيش فيها، وعندما يعود إلى بلده، ربما يكون أكثر تشدداً مَنْ الذي لم يسافر أصلاً، وهذه نقطة في غاية الأهمية يجب أن تكون في عين مَنْ يبعث شبابنا للدراسة في الخارج. أمر آخر أن شبابنا نتاج مجتمعنا وعندما نلومه على بعض سلوكياته يجب أن نفكر لماذا هم يتصرفون بهذا الشكل؟. الكاتبة تنتقد طريقة عيش المجتمع، التي لم تتغير رغم تغير الحياة، وهي بالتالي تسبب تناقضاً في سلوك شباب اليوم بين هنا وهناك، وترجع كل الأسباب لنا نحن، وتطرح سؤالاً: إلى متى؟. رواية أحببتك أكثر مما ينبغي رائعة، فيها تحليل رائع إلى مجتمع يحتاج إلى إعادة قراءة.