لي صديق حكيم يملك من القناعة ما يكفي بشر، وبلغ زهده في كل شيء مدىً لا تساوي الدنيا عنده، بكل مغرياتها أية قيمة، بدليل إحجامه عن كثير من المناصب التي يتمناها كثيرون، لما تجلبه من بريق وهيلمان ووجاهةٍ اجتماعيه! يقول الصديق الزاهد "كلما كثرت الدراهم والمكاسب والغنائم، زادت الصراعات والشحناء حد الكراهية والبغضاء! وفي المقابل عند الأزمات وقلة ذات اليد، وسوء الأحوال وقلة المال تجد أفراد المجتمع الواحد أكثر تلاحماً وترابطاً ووقوفاً مع بعضهم الآخر". ويذهب لينصح بالحرص على تربية الأبناء - والبنات بالطبع - التربية الصالحة والتعليم القوي والاهتمام بالصحة جسداً وعقلاً.. وبعد كل ذلك هم سيوفرون كل ما يحتاجون إليه لدنياهم وآخرتهم، ولا حاجة لهم بتركةٍ مالية يتخاصمونَ عليها وتتسبب في فرقتهم. أسرد ذلك من زاوية الفائدة لكافة شبابنا كتوطئةٍٍ قبل الدخول في مضمون.. كلكم أهلي وشباب. مع بداية اقتحام الكرة السعودية عالم البطولات، أندية ومنتخبات، بصولات وجولات لا تغيب عن كل المنصات .. الخليجية والعربية والقارية وحتى العالمية، كان كاتب هذه السطور في موسمه الأول (الورقي) منتصف عقد الثمانينيات الميلادية .. ووقتذاك كان الجميع يقف مسانداً لكل المنتخبات وكل الأندية بغض النظر عن الجغرافيا أو اللون .. المهم (س ع و د ي). اليوم ومع وفرة المال وبكثرة لا تضاهيها أي دولة فالمنطقة - مع الأسف - كثرت فيها الفرقة والتشرذم، لدرجة يتمنى فيها كثير من المتعصبين هزيمة ند فريقهم التقليدي وغيره، (أكثر) من تمنيه فوز فريقه المفضل .. أي رجعية رياضية وفكرية جنى عليهم التعصب لكرة قدم تسمى محترفة، وهي بكل محيطها منحرفة! من الأعماق نتمنى للأهلي والشباب تعويض خروج زعيم القارة الأزرق السعودي وإعادة الكرة السعودية لصدارة المنصات كما كانت، ومعها تعود الروح الوطنية "السوية".