من أخطر ما يمكن أن تقوم به دولة أن تتراخى في التعامل مع الجماعات الإرهابية، ثمة تخبط بالموقف التركي والإيراني من داعش ومن الخطر الذي تمثله، هناك ارتخاء وتقاعس، بيد أن النار وصلت إلى الأراضي التركية إذ بثت مقاطع فيديو توضح ضرب التنظيم لأراض تركية على الحدود السورية. التحالف الدولي يقوم بمهمة إنسانية كبرى إذ يضع حدا للإرهاب في المناطق المحيطة بالخليج، هناك آلاف المجندين للتنظيم يطمحون ويحلمون بالوصول إلى الحدود الخليجية والأراضي السعودية تحديدا وحين تضرب الطائرات جيوب التنظيم ومخابئه فإن هذا الفعل ليس سياسيا بالمعنى المحض، بل هو فعل عسكري للحفاظ على الأمن القومي! التخبط الأخطر ذلك الذي شاب موقف أوباما قبيل الموافقة على الضربات، إذ أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى ما وصفته بحالة التخبط الذي تعاني منه إدارة الرئيس أوباما والتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة، ففي تقريرها حول تضارب الأنباء بشأن خطر تنظيم الدولة، وزعماء السياسة الأميركية، ومن بينهم الرئيس أوباما نفسه، اتضح أنهم كانوا تلقوا مرارا وتكرارا على مدار أكثر من سنة تحذيرات من جانب أجهزة الاستخبارات الأميركية تفيد بتعزز قوة تنظيم الدولة بشكل كبير في سوريا، وإلى إمكانية استيلاء التنظيم على أراض في العمق العراقي!! التقارير الاستخبارية أعلمت أوباما بأن جماعة إرهابية بزعامة أبو بكر البغدادي أنشأت ملاذا آمنا لها في سوريا، وأنها تقوم بضخ الأسلحة وإرسال المقاتلين الأجانب إلى العراق بانتظام. التأخر الدولي في إدراك هذا الخطر كان سببا في انتعاش التنظيم، وأعني التأخر الأميركي أولا ومن ثم التركي والإيراني، لقد كانت السعودية سباقة في الحديث عن هذا الخطر الداعشي الكارثي، ولسان حالنا: أمـرتـهـم أمـــري بمـنـعـرج الـلــوى ** فلم يستبينـوا الرشـد إلا ضحـى الغـد! نقلا عن عكاظ