لم تعد إدارة الأدلة الجنائية، وفروعها بمختلف مناطق المملكة، مجرد ملفات ورقية للمجرمين والخارجين عن القانون، داخل أدراج المكاتب أو فوق الأرفف، إذ تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى إدارة إلكترونية عالمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ولم يأت هذا التطور من فراغ، وإنما بفضل من الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة مستمرة من الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية. هذا ما أكده لـ«الوئام» مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية اللواء أحمد بن زايد عسيري. خلال زيارة الوئام لمقر الأدلة في حي الشرائع بمكة المكرمة، كاشفا في تصريح خاص عن قاطرة الكوارث والحرائق التي لا توجد إلى في 6 دول على مستوى العالم فقط، مشيرا إلى أن المملكة تعد أول دولة تستخدم هذا النوع من القاطرات على مستوى الشرق الأوسط. وردا على سؤالنا عما يميز مشاركة الأدلة الجنائية في حج هذا العام؟ قال اللواء عسيري: «نشارك بـ35 ضابطا و229 فردا و10 مدنيين، تم توزيعهم على عدة مواقع منها المقر الرئيسي بالشرائع وفرع مجمع المعيصم (الطوارئ) بالإضافة إلى مناطق الجمرات وعرفة والبهيتة والهدا وعشيرة». وأضاف: «واستحدثنا هذا العام سيارات مجهزه تنتقل إلى مسارح الحوادث والجرائم، مزودة بكل الأدوات اللازمة للفحص، والرفع والمعاينة وأخذ العينات، بالإضافة إلى مختبرات ميدانية لفحص العينة كالمتفجرات والمواد المشعة». ولفت اللواء عسيري إلى أن المختصين بالأدلة الجنائية سعوديون، يحملون شهادات في الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في تخصصات الفيزياء والأحياء والكيمياء والصيدلة، ويتم اختيارهم بعناية ثم العمل على تدريبهم وتأهيلهم بدعم سخي من الدولة في أفضل وأرقى الأماكن المخصصة للتدريب». مبينا أن «الأدلة الجنائية» لها مواقف مميزة في مكافحة الجرائم الإرهابية، وكشف أرباب السوابق، وخصوصا بعد تطبيق البصمة في المطارات. وأشار قائد الأدلة الجنائية إلى نجاح إدارته في كشف جرائم مضى عليها أكثر من 20 عاما، وقال لـ«الوئام» في غضون دقيقتين فقط يتم الكشف عن أصحاب السوابق ميدانيا، بالتنسيق والربط بمركز المعلومات الوطني. وأوضح أن وحدة الجرائم الحاسب الآلي المستحدثة بمدينة الرياض يعمل بها 12 ضابطا، بالإضافة إلى وحدة جدة التي تم استحداثها قبل 3 أشهر لتغطية المنطقة الغربية ويعمل بها 4 ضباط. وتحدث قائد الأدلة الجنائية عن وحدة الجرائم المعلوماتية التي تم استحداثها قبل 3 أعوام، مبينا أهميتها ودورها الكبير في فحص الجوالات ورسائل «الوتساب» و«تويتر» والأجهزة الذكية والتقنية. وقدم اللواء عسيري نموذجا من رجال الأدلة الجنائية الذين يتفانون في خدمة الوطن والأمة العربية قائلا، لقد حقق أحد رجالات الإدارة وهو المقدم سعيد الأحمري إنجازا سعوديا وعربيا كبيرا في مجال الأمن العام والأدلة الجنائية، وتمكن بخبرته وبعد أن قام بعدة جولات بأوروبا وروسيا وأميركا وتلقى عدة دورات تدريبية على تقنية الصوت، حيث قام بتعريب الأجهزة الروسية، وعممت التجربة بجميع الدول العربية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مدير الأدلة الجنائية لـ«الوئام»: نكافح الإرهاب والإجرام بمتخصصين ونكشف أصحاب السوابق في دقيقتين