طهران - واشنطن: «الشرق الأوسط» تنتهج إيران أسلوبا حذرا تجاه الاتفاق المبرم السبت الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل تقليص مخزون الأسلحة الكيماوية لدى الحكومة السورية، لتقدم إشارة بسيطة مفادها أن قادتها ربما يجدون فرصة لتحقيق تقدم دبلوماسي مع واشنطن في المستقبل القريب. وبعد 24 ساعة من الإعلان عنه، لم يعلق الرئيس الإيراني حسن روحاني أو وزير خارجيته محمد جواد ظريف على الاتفاق الذي قلل بدرجة هائلة من احتمال توجيه ضربة عسكرية بزعامة الولايات المتحدة ردا على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا يوم 21 أغسطس (آب) الماضي الذي أودى بحياة أكثر من 1400 سوري، بينهم مئات الأطفال. ويعتبر رئيس البرلمان، علي لاريجاني، هو أكبر مسؤول يبدي رد فعل حتى الآن إزاء الموضوع، وقال لمجموعة من المراسلين في طهران إنه يأمل أن «يسود المنطق وألا تزداد حدة الحركات المتطرفة على الساحة الدولية. بالطبع، يظهر ما شاهدناه خلال الأيام الماضية قدرا محدودا من المنطق». في إشارة إلى التهديدات بتوجيه ضربة عسكرية أميركية إلى سوريا. كان محسن رضائي، وهو مرشح رئاسي سابق ورئيس سابق للحرس الثوري الإيراني، أكثر تشككا. ويقول رضائي: «هذه حيلة عسكرية. في المعتاد، حينما يقررون شن هجوم على دولة، يأخذون أكثر أسلحتها خطورة أولا، ثم يشنون هجوما. إن ما تقوم به الولايات المتحدة ربما يمثل لعبة سياسية. آمل ألا يكون لدى الولايات المتحدة تلك النية وأن يحاولوا حل المشكلة بوسيلة سلمية». وحسب تقرير أوردته صحيفة «واشنطن بوست»، فإنه مع بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال أقل من أسبوعين، من المرجح أن تحاول إيران تخفيف حدة التوتر بين واشنطن وطهران؛ إذ تشير التوقعات إلى أن مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين ربما يجرون محادثات للمرة الأولى منذ عقود. يذكر أنه لم تربط البلدين علاقات دبلوماسية منذ عام 1979، عندما داهم طلاب إيرانيون مقر السفارة الأميركية في طهران وأخذوا 52 رهينة أميركية لمدة 444 يوما. وفي سياق متصل، اعتبر خبير في السياسة الخارجية الإيرانية «تبادل الرسائل بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما أمرا لا يدعو للاستغراب، حيث كان ذلك متوقعا في ضوء وعود روحاني». وقال مرتضى فيروزي، وهو خبير في العلاقات الدولية ومقيم في العاصمة الإيرانية طهران: «تعد الأزمة في سوريا مبررا وسببا جيدا لبدء مثل هذا الحوار». وردا على سؤال حول هذا النوع من الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، قال فيروزي: «هذا سيستمر بالتأكيد لأنه (روحاني) يبحث عن سياسة تحدث انفراجة في الأزمة، رغم أن التطبيع الحقيقي في العلاقات غير ممكن حاليا». وقال فيروزي إن هذه فرصة ذهبية لكلا البلدين؛ فأوباما في ولايته الثانية، وروحاني انتخب عندما شعر الشعب الإيراني بقلق من علاقات إيران الخارجية، ويريد أن يتخلص من كل هذه الأزمات.