تظاهر عشرات من الناشطين اليمنيين في صنعاء أمس، للمرة الثانية خلال أسبوع، للمطالبة بخروج المسلحين الحوثيين من المدينة، فيما أكدت جماعتهم أن عناصرها الذين وصفتهم بـ «اللجان الشعبية» سيبقون لحماية العاصمة وحفظ الأمن، بالتنسيق مع الجهات الرسمية. كما أعلنت جماعة الحوثيين أنها أعادت مقار تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح كانت استولت عليها، وكذلك منازل ومؤسسات إعلامية وجمعيات خيرية يديرها أعضاء في الحزب. وفي ظل تكهنات بهجمات جديدة قد يشنّها تنظيم «القاعدة» على أنصار جماعة الحوثيين، بخاصة في محافظة البيضاء (جنوب صنعاء)، عقدت السلطات الأمنية في المحافظة أمس اجتماعاً لدرس الوضع الأمني على خلفية حوادث وهجمات تبنّاها التنظيم أخيراً، استهدفت مواطنين اتهمهم بالانتماء إلى الحوثيين. وكشفت مصادر حوثية في صنعاء أن عناصر الجماعة فككوا أمس عبوة ناسفة زُرعت أمام منزل ضابطٍ رفيع المستوى في الجيش من المؤيدين للجماعة فيما قالت مصادر أمنية لـ «الحياة» إن «أربعة جنود أصيبوا بانفجار عبوة استهدفت دورية للجيش في مدينة عزان في محافظة شبوة» (جنوب شرقي صنعاء). وفي وقت تتصاعد الاحتجاجات في صنعاء ضد سيطرة المسلحين الحوثيين على المدينة وتولّيهم مهمات الأمن في ظل غياب الأجهزة الرسمية، كشف الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام أن لا نية لدى جماعته لسحب مسلحيها من صنعاء، في الأمد القريب على الأقل. وقال عبدالسلام إن «اللجان الشعبية ستكون جنباً إلى جنب مع الجهات الرسمية لحماية صنعاء في إطار منضبط وفي شكل إيجابي لا يؤثر في الحياة العامة، أَو حركة السير أَو سلامة الناس واستقرارهم، وذلك بطريقة تحفظ الأمن وتحاولُ سد الثغراتِ بتنسيق مع الجهات المعنية». ولفت إلى أن «التنسيق واسع مع الجهات المعنية، على أساس إيجاد خطة بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا لحماية العاصمة من التحديات التي قد تواجهُها، على أَن يكون هناك نظام ينظُر إلى الجميع سواسية في ما يخُصّ حمل السلاح أَو تنظيم حركة المركبات أَو الانتشار الأمني اللازم». تزامنت هذه التصريحات مع تظاهرة احتجاج في صنعاء شارك فيها عشرات من الناشطين والحقوقيين، للمطالبة بإخراج «ميليشيا الحوثي» من العاصمة، وبعودة الأجهزة الأمنية لممارسة مهماتها. ورفع المتظاهرون لافتات بينها «لا للمليشيات، نعم للعاصمة بلا سلاح» و «أخرجوا ميليشياتكم من عاصمتنا». وتحدثت مصادر حقوقية عن استمرار انتهاكات المسلحين الحوثيين في صنعاء، واتهمتهم أمس باقتحام إذاعة تعود ملكيتها لأعضاء في حزب «الإصلاح» وبنهب محتوياتها. كما اتهمتهم «مؤسسة القرآن الكريم» التي يديرها أعضاء في الحزب باقتحام مقرها ومصادرة محتوياته من الأجهزة والأثاث، بعد يوم على اقتحام جمعية للكفيفات. وبينما يعترف قادة في الجماعة بتجاوزات وأخطاء رافقت سيطرة مسلحيها على العاصمة اليمنية، أعلن القيادي الحوثي علي البخيتي أمس أن جماعته أعادت مقار لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) في المدينة، كانت الجماعة سيطرت عليها لاشتباهها بوجود أسلحة ومقاتلين في داخلها. كما أكد إعادة سيارات تابعة لمشروع «تلقيح الأطفال» إلى وزارة الصحة، نهبها قبل أيام مسلحون «انتحلوا صفة الحوثيين». ومع تصاعد المخاوف الأمنية من هجمات جديدة لـ «القاعدة»، قد يشنّها التنظيم بذريعة مقاومة المد الحوثي، ذكرت مصادر حكومية أن اللجنة الأمنية في محافظة البيضاء عقدت أمس اجتماعاً لدرس «المستجدات اﻷمنية، وتقويم مستوى الجاهزية اﻷمنية وعملية التنسيق بين الوحدات الأمنية والعسكرية». وأضافت أن اللجنة دانت قتل «القاعدة» قبل يومين خمسة أشخاص ينتمون إلى قبيلتي آل عواض والريامي، وتوعّدت الجناة بعدم الإفلات من يد العدالة.