هذه المرأة مدهشة، أسعدني اكتشافها والقراءة حولها، عالمها مزيج من الشكل التقليدي اليومي للحياة بالإضافة إلى كثير من الاختلاف والتميز من خلال إبداع ما هو أجمل باستخدام مواد بناء ذات أصول مختلفة لكنها صنعت منها شيئاً آخر يفوق الخيال. هي زها حديد المرأة العربية ذات الأصول العراقية، والدها محمد حديد، كان وزيراً للمالية خلال فترة حكم عبدالكريم قاسم، درس محمد حديد (والد زها) في إنجلترا ثم انتقل إلى لندن مع عائلته. تعرفت عليها للمرة الأولى منذ بضعة أشهر عبر ذلك المتحف الاستثنائي المدهش، بذلك اللون الأبيض المشع الذي يعتبر من أهم معالم (باكو) عاصمة أذربيجان، المتحف هو متحف (عليف حيدر) حين علمت بأنها هي من صممته كان ذلك دافعاً لي للبحث حول هذه المرأة المختلفة.. تميزت بالنشاط الأكاديمي في بداية حياتها العملية، حيث بدأت التدريس في الجمعية المعمارية وكانت بداية نشاطها المعماري في مكتب ريم وإليا رنجليس أصحاب مكتب (أو إم أي) في لندن ثم أنشأت مكتبها الخاص في عام 1978، في عام 1994م عينت أستاذة في قسم التصميم (الدراسات العليا) بجامعة هارفارد. من أهم أعمالها: محطة إطفاء الحريق في ألمانيا، مشروع القبة الألفية في لندن، متحف الفن الحديث في مدينة سينسناتي في أوهايو (أمريكا)، مركز الفنون الحديثة في روما، جسر أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة.. إضافة إلى أعمال أخرى، هذا عدا خطط مشاريع أخرى مستقبلية. حصلت على العديد من الجوائز منها على سبيل المثال: جائزة (بريتزكر) المشهورة في مجال التصميم المعماري، حيث تعادل في قيمتها جائزة نوبل، كما حصلت على وسام التقدير من ملكة بريطانيا واختيرت كأفضل الشخصيات في بريطانيا في عام 2012 . حين سُئلت عمَّا إذا كانت قد مرت ببعض التجارب المحبطة، أجابت: (أعترف أنه مرت عليّ فترات شعرت فيها بالإحباط، لكنها لم تطل لأني متفائلة بطبعي وأومن بعملي وقدراتي. لعل أكبر إحباط مررت به كان في عام 1994 عندما دخلنا في منافسة للحصول على حق تصميم دار أوبرا في مدينة كارديف البريطانية ونجحنا. بعد إعلان فوزنا وبعد احتفالنا به، تلقينا صفعة قوية عندما ألغي المشروع. أثرت هذه التجربة على نفسية كل العاملين معي، وكانت مسؤوليتي أن أحفّزهم وأرفع معنوياتهم. أذكر أننا في تلك الفترة دخلنا عدة مسابقات لم نفز بأي منها. ربما كان هناك شيء ضدنا، لأن كل التصاميم التي دخلنا بها هذه المسابقات كانت جيدة. وحتى الآن، أنا مقتنعة تماماً بأن هذه التصاميم، وعلى الرغم من أنها لم تر النور، كانت مهمة وأيضاً ضرورية لتطورنا وإثراء سجلنا وأرشيفنا..) ورد ذلك في المقابلة الذي أجرتها معها جميلة حلفيشي عبر صحيفة الشرق الأوسط في فبراير 2014 . زها حديد نموذج للمرأة العربية المتفوقة الطموحة للأفضل، والمتحدية لكل أشكال الإحباط.