×
محافظة المنطقة الشرقية

«22» ألف دورة مياه لخدمة الحجاج في منى ومزدلفة وعرفات

صورة الخبر

صحيفة المرصد : رغم أن عمر العم عبدالله العلولي ناهز الـ120 عاما، إلا أنه يختزن في ذاكرته كثيرا من القصص والحكايات التي عاشها في عمره المديد عن الحج والرحلة إلى المشاعر المقدسة من جنوب المملكة، التي كانوا يعتمدون فيها على قوافل الجمال او الحمير والخيول قاصدين مكة المكرمة في ثلاثة أشهر ذهابا وإيابا تقطع هذه المسافات عبر مراحل معروفة وطرق غير معبدة يواجه فيها الحجاج الكثير من المعاناة. وبحسب صحيفة عكاظ ذكر أن رحلة الحج قبل اختراع المواصلات الحديثة كالسيارات والطائرات محفوفة بالمخاطر مثل وجود قطاع الطرق والحيوانات المفترسة من جهة والأمراض التي لا يوجد علاجا لها من جهة أخرى، فضلا عن التعب والجوع والظمأ. وذكر العلولي أنهم كانوا يستعدون للحج قبل موعده بأشهر عدة، وتنطلق الرحلة في منتصف شهر شوال إلى البلاد المقدسة مكة المكرمة، مشيرا إلى أنه في ليلة المغادرة تجتمع القافلة التي تتكون من جمال وحمير وخيول في منزل أحد منا وتسمى هذه الليلة ليلة التوديعة تقوم النساء بتوديع الحجاج بالزغاريد والأهازيج ويقوم أحد الرجال ويسمى (الملبي) بتوديع الحجاج بالأناشيد والشعر، لتوديعهم. وبين أنه كان يسير معهم مرافقين مودعين لمسافة 100 كلم على الأقدام ومن بعدها يعودون إلى المنازل، موضحا أنهم كانوا يواجهون الحيوانات المفترسة وقطاع الطرق، بيد أنهم يسيطرون على الوضع بالتعاون في ما بينهم والسلاح الذي يحملون معهم. وأشار العلولي أن طعامهم في رحلة الحج الخبز والعيش المجفف بعد طحنه في المنزل وجمعه في أكياس نظيفة ويسمى الشمير يضاف اليه الماء والسمن ويؤكل. وأكد العلولي أن هناك فرقا بين الحج في الماضي وفي الوقت الحاضر، في عهد المملكة أدام الله عزها، التي سخرت كل جهودها وطاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن من خلال تعبيد الطرق إلى الأماكن المقدسة وإنشاء المطارات لاستقبال الحجيج من أنحاء العامل كافة، فضلا عن التوسعات التي يشهدها الحرمين الشريفين باستمرار، ومنها جسر الجمرات وقطار المشاعر وغيرها من الخدمات التي ليس من السهل ذكرها كافة، وبات الوصول إلى مكة المكرمة من منطقة جازان في أقل من ساعة، بعد أن كانت الرحلة تستغرق منها أكثر من ثلاثة أشهر محفوفة بالمخاطر. وألمح إلى أنهم حين يعودون من مكة المكرمة إلى ديارهم بعد فراغهم من النسك، يحرصون على شراء الهدايا لذويهم من أبرزها الملابس والخواتم والحمص (الصنبران). وأفاد العلولي أنه بانتهاء موسم الحج يرسل الأهالي مبشرين يستقبلون الحجاج في الطريق قبل وصولهم الى منازلهم بيوم أو يومين، فيعودون إلى القرية ويرددون فلان يسلم عليكم ويبشركم بقرب الوصول ويستقبل أهل الحاج هذا المبشر استقبالا رائعا وجميلا ويمدونه بالهدايا والأموال ويذبحون له الذبائح ويقدمون له البشارة وهي عبارة عن هدية ثمينة مكافأة له. ولفت إلى أن المبشر عادة يلتقي بالحجيج في منطقة عمق أو حلي جنوب القنفذة، ويعود إلى الاهالي سريعا حاملا رسائل منهم تفيد عن أحوالهم إن كانوا بصحة جيدة أو توفي فلان، أو مرض آخر، وبعدما يحصل على البشارة الطيبة تنشد: قد سرح يوم السعادة يوم تحبيل القعادة قيل الوادي يغيل يا مبشر حق ساقك لا تقول الخيل عاقك زل وأطلب ما تشاء إن تشاء محلي وطيار ولا من بلد المخير ولا من فخر الكساء