×
محافظة المنطقة الشرقية

«الموسى» تحتفي بنجليها «طالب وأحمد»

صورة الخبر

تعلمنا ضمن أبجديات الحكم والأمثال العالمية المتداولة "أن الوصول للقمة سهل؛ ولكن الصعوبة تكمن دائماً في المحافظة عليها"، هذه الحقيقة يدركها عملياً جماعة الإخوان في مصر الذين خططوا وعملوا وبذلوا في كل اتجاه وبكل السبل من أجل لحظات الوصول، فإذا بتلك اللحظات تسجل لهم النهاية المروعة، عموما موضوع الإخوان لا يعنينا الآن بقدر ما هو العبرة الأقرب للتاريخ لمن أراد أن يذكر أو حتى من يستنبط فهم الأحداث وتحليل واقعها ومآلها عطفاً على ما جرى في اليمن مؤخراً، حيث استيلاء الحوثيين على السلطة في العاصمة صنعاء بعد محاولات وحروب داخلية طاحنة مع الحكومة، ولكن كيف كان الطريق إلى القمة أمامهم سالكاً وبقدر غير متوقع حتى من الحوثيين أنفسهم، فهل هو فخ السلطة الذي أسدي لهم هواناً بعد تمكينهم من القمة، أم هي ظروف الأحداث ومداراتها، سوى أن الأقرب للفهم هو أن الوصول الحوثي كان مدبراً ومخططاً له، فهناك الكثير من الشواهد والمستدركات التي لا تنطلي حتى على عقول العامة والبسطاء، ونتمنى أن يكون هذا المخطط محسوباً في نتائجه حتى لا تؤول الأمور إلى ما لا ينبغي من التبعات والأحداث تماما كما آلت إليه صيغة الأحداث في العراق إذ أدى الانتقام إلى توسيع الحدث وجاء بالخصوم مباشرة على الحدود وحواري المدن، ونتمنى أن لا يتحقق ذلك في اليمن باعتبار أن مسلمات الأحداث وشواهد مسبباتها متشابهة، كما أن المفرزات غالباً لا توافق أحلام المخططين والساسة، "فحسابات الحقل لا تطابق حسابات البيدر"، حتى وان بسطت الأمور وصيغت المعذرات وحشدت الأسباب فهناك قاعدة شرعية تشير إلى الجدلية المطلقة في الحكم على نتائج الأمور وعوائدها وهي الأخذ بالأسباب "أعقلها وتوكل"، وهذا بالطبع لا يتنافى مع فكرة إذا فتحت الباب فإنك لن تستطيع تحديد كمية الهواء الداخلة منه، لأنك حين تمكن المختل من "السكين" فتوقع أبشع النتائج، ولكن للسياسة مقاديرها وحساباتها التي لا يحيط بها حتى أعرق المتعاطين معها، فهذا المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر يصرح أن الوضع خطير هناك وهو نتيجة لحسابات خاطئة ارتكبها جميع الأطراف، إنما من هي تلك الأطراف التي صاغت هذه الأحداث ونتائجها؟ فربما هذا الأمر لا يهم الآن بالقدر الذي نحتاج فيه إلى مخرج يحفظ لليمن كيانه ودوره الإقليمي إيجابياً، وقد يتعاطى الحوثيون مع الواقع ويحسنوا إدارة القمة خلافاً للقياس المرجح بسقوطهم كما سقط الأخوان؛ باعتبار أن للقمة متطلباتها وهو ما لم يظهر في بوادر الاستيلاء على السلطة في صنعاء، حيث الانتقام من الخصوم وفتح المحابس وهتك البيوت مع أن هناك من يرجح معطيات أوسع للحضور الحوثي والعمل في المراحل المتقدمة لتحقيق الأهداف المعلنة والواسعة، فحينها كيف لنا كعرب التبرير للتاريخ وللأجيال بتوالي سقوط العواصم العربية تباعاً؟ وهل نكون نحن من بلع الطعم سريعاً لنواجه بما لا نحب؟، نتمنى حقيقة أن تفضي الأمور نحو ما يجلب الخير والاستقرار للمنطقة، وأن لا تكون اليمن مسرحاً للقوى الانتهازية التي تعيده إلى المربع الأول وتحرم مواطنيه السعادة الموروثة.